تقترب المفاوضات حول إخلاء الاحياء المحاصرة في مدينة حمص في وسط سورية مع مقاتلي المعارضة من "اتفاق نهائي"، وفق ما أفاد محافظ حمص طلال البرازي وكالة "فرانس برس" اليوم السبت. وقال البرازي في اتصال هاتفي "نبحث في استكمال بنود الاتفاق الذي يضمن استلام المدينة خالية من السلاح والمسلحين، ونحن قريبون من الحل ومن التوصل الى اتفاق نهائي إذ قطعنا شوطاً طويلاً". ووصف البرازي المفاوضات بين ممثلين عن السلطات السورية ووجهاء من احياء حمص بانها "تتسم بالجدية". وأشار إلى ان "وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه أمس الجمعة في الساعة 12 ظهراً لا يزال سارياً"، معرباً عن امله "بأن يصمد حتى يتحقق الاتفاق النهائي". ولفت البرازي الى وجود "عوائق لوجستية" تتعلق "بآلية تنفيذ الاتفاق نظراً لوجود فصائل متعددة" داخل الاحياء المحاصرة في المدينة القديمة وفي حي الوعر المجاور، مشيراً الى أن "80 في المائة ممن هم داخل هذه الاحياء راغبون بتسليم انفسهم"، والى معارضة تبديها فحسب "جبهة النصرة". واوضح محافظ حمص انه من المفترض أن يشمل الاتفاق احياء حمص القديمة والوعر، إلاّ أن "تنفيذ الاتفاق سيبدأ من مدينة حمص القديمة ويطبق لاحقاً في حي الوعر". وكان المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، أكدوا بدء العمل بقرار وقف النار امس الجمعة تمهيداً لخروج مقاتلي المعارضة من الاحياء التي تحاصرها القوات الظامية منذ حوالي عامين. واتاح اتفاق اشرفت عليه الاممالمتحدة مطلع العام الحالي، اجلاء نحو 1400 مدني من هذه الاحياء، فيما غادرت في الاسابيع الماضية اعداد اضافية. وبحسب ناشطين، لا يزال حوالى 1500 شخص في احياء حمص القديمة، بينهم 1200 مقاتل، بينما يقطن حي الوعر عشرات الالاف، معظمهم من النازحين من الأحياء المدمرة في حمص. في المقابل، قدر البرازي عدد "المسلحين" في حمص القديمة وحي الوعر بنحو 2800، مشيرا الى ان بعضهم "سيغادر الى الريف ومنهم من يرغب بالبقاء في المدينة بعد تسوية وضعه". وأوضح أن الاتفاق الحالي يأتي بعد اسابيع من البحث سعياً "لايجاد حل سلمي يضمن اعادة الامن والاستقرار الى المدينة وعودة مؤسسات الدولة الى العمل فيها". وعقدت لهذه الغاية، لقاءات عدة بين ممثلين عن السلطات السورية ووفد ضم اربعة ممثلين عن حي الوعر وثلاثة عن احياء حمص القديمة. ويعتبر المعارضون مدينة حمص، "عاصمة الثورة" ضد النظام، إذ شهدت الكثير من الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد منذ منتصف آذار (مارس) 2011، تاريخ انطلاق الحملات المناهضة لحكمه. وسيطر النظام على غالبية أحيائها في حملات عسكرية متتالية، ادت الى مقتل المئات ودمار كبير، فيما فرضت القوات النظامية حصاراً خانقاً على أحياء حمص، ابتداء من حزيران (يونيو) 2012.