انتهت المناورات العسكرية الضخمة التي تحمل اسم (سيف عبدالله) التي أشرف عليها ولي العهد ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز، ونائب وزير الدفاع الأمير سلمان بن سلطان، كما حضرها الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد إمارة أبو ظبي. وقد تابعت ما كتبه المحللون السياسيون على مستوى العالم عن هذا الحدث الاستثنائي، فوجدت أنهم يجمعون على نقاط جوهرية منها: أن المملكة قد أعلنت بصوت واضح ومسموع عن امتلاكها للصواريخ الباليستية وقواها الأخرى، وهي جاهزة لاستخدام كل قوتها في حال وقوع الصدام العسكري مع إيران. كما أن (سيف عبد الله) قد حمل رسالة لواشنطن هي أن السعودية ما زالت متمسكة بموقفها المطالب باتفاقية شاملة حول التسلح النووي، تشمل إيران التي لا يحق لها – في أي قانون – أن تتوصل وحدها لاتفاق مع القوى الست التي تقودها الولاياتالمتحدة. هذا الركض الإيراني السريع للوصول للسلطة النووية قد ينتج عنه حرب في الشرق الأوسط، وقد تكون السعودية طرفاً فيها، ومشاركة الصواريخ (DF-3) في مناورات (سيف عبد الله) أبرزت فيه الرياض توقعاته، بأن الصراع القادم قد يتم فيه استخدام القوة النووية. يقول المحللون إن السعوديين استخدموا صواريخهم الصينية القديمة في الاستعراض، وفي هذا إشارة إلى أنهم قد اشتروا الجيل الجديد من هذا السلاح، ووضعوه على أهبة الاستعداد، كل هذا يُعتبر صدمة حقيقية للعالم الغربي الذي لم تكن لديه أية معلومات عن التاريخ الذي تم فيه تسليم تلك الصواريخ الصينية للسعودية. وقرأ المحللون ظهور أعلى عسكري باكستاني: راحيل شريف، في موكب المعدات العسكرية والنووية، على أنه قاصمة ظهر، كذّبت كل تلك الأخبار عن التقارب الباكستاني / الإيراني المزعوم، كما أن هذا الظهور المفاجئ يتضمن التأكيد على التحالف السعودي / الباكستاني. هناك قراءة ترددت في مقالات عدد من المحللين السياسيين مفادها أن منطقة الخليج قد تكون مضمار سباق للتسلح النووي فيما نستقبل من الأيام، فالدول الخليجية دول غنية ولديها القدرة الشرائية، كما أنها لن تقبل على نفسها أن تنفرد إيران وحدها بالحصول على السلاح النووي بحيث يمكنها ذلك من السيطرة على إقليم الشرق الأوسط بأكمله، بينما تأخذ دول الخليج، وعلى رأسها المملكة، وضع المتفرج العاجز عن التصرف. هذا بطبيعة الحال يرجع لرعونة السياسة الإيرانية الحالية، خصوصاً بعد الموقف الأمريكي الأخير من إيران، الذي يميل للتحالف معها، أو على الأقل غض الطرف عن ممارساتها وهوسها بالتسلط. وآخر الرسائل المهمة التي أرسلها (سيف عبد الله) أن السعودية لم تعد تعتمد على المظلة النووية الأمريكية وها هي تنطلق في الإعلان والتطوير لقوتها الضاربة بمساعدة الصين وباكستان، في هذه المرة، وقد يكون هناك شركاء آخرون في المستقبل، فالسعوديون مسلمون ولا يؤمنون بالزواج الكاثوليكي.