هل تعاني من حفظ أبنائك لما يسمّى ب «نكت المحششين»؟ هل يكررونها؟؟ هل تخطوا مرحلة السماجة؟؟ الأستاذ فهد بوطويبة معلم تاريخ ومربي فاضل -رحمه الله – يحكي لنا عن تجربته الشخصية وكيف أنه قضى على أمثال تلك النكات في محيطه العائلي، اقتنى دفتراً ضخماً وأصبح يدوّن فيه كل موقف طريف يحصل لأبنائه، بعد فترة تجمّعت مواقف كثيرة فصارت مادة طريفة تُقرأ وقت الفراغ، وتعلّق أبناؤه بذلك الدفتر، فصارت نكاتهم من واقعهم ونجحوا في صناعة بسمة راقية، طريقة ذكية، لكنني الآن أجد نفسي رافعاً يديّ الاثنتين ومحاصراً من ممثلي ومهرجي اليوتيوب والكيك، خصوصاً أولئك الذين يستخدمون العبارات النابية والتلميحات، بل وصلت إلى التصريحات لوصف ما تحت ورقة التوت، والمشكلة أن مشاهديهم بالملايين!! أحد «مجرمي الفكاهة» اُسْتضيف على قناة شهيرة ومباشرة على الهواء وعندما سئل لماذا تستخدم العبارات الخالية من الحياء؟؟ أجاب أن برنامجه يستهدف +18!! يعني الخطأ علينا أننا لم نجعل أبناءنا تحت المراقبة 24 ساعة!! يا سلام، مبروك عليك، براءة!! إن برنامجه لا يصلح لمن دون 18 لإيحاءاته السافلة ولا يصلح لمن فوق 18 لعدم احتوائه على أي مضمون قيمي إنساني! همسة في أذن الكائن السعودي… آخر إحصاءية تفيد أن السعودي يشاهد ما يعادل ثلاثة أضعاف ما يشاهده المواطن الأمريكي – نقلًا عن صحيفة وول ستريت جورنال -، وأضافت قوقل أن مستخدمي الإنترنت في العالم العربي يقضون 14 مليون ساعة يومياً على اليوتيوب وطبعاً السعودية تتصدر القائمة، برأيي أن قيمة الشعوب مرتبطة بالأسلوب الذي تعتمد فيه على الترفيه.. ما أعرفه أن كمية الترفيه تتناسب طردياً مع كمية الإنتاج والإنجاز، فكلما زاد النتاج رفهت عن نفسك بالقدر المطلوب، فلماذا «تهييصنا» أكثر من إنجازاتنا؟؟