سيطرت الفوضى على اليوم الأول من توزيع تذاكر القمة المرتقبة، التي ستجمع الأهلي والشباب غداً الخميس على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وذلك بعد أن شهدت منافذ البريد السعودي فوضى وتزاحما وإصابات بعد أن اشترط تذكرة واحدة لكل مشجع مع الحضور الشخصي وإبراز بطاقة الهوية، وأساهم سوء التنظيم في سقوط عدد من الإصابات، بالإضافة إلى تكسير النوافذ ووقوع اشتباكات مع رجال الأمن الصناعي، ما دفع مسؤولي البريد لطلب الحماية من الشرطة التي حضرت إلى المكاتب لتأمينها من الجماهير الغاضبة، بعد أن حدد البريد آلية التوزيع بحيث يمكن لكل فرد الحصول على تذكرة واحدة فقط بتسجيلها برقم بطاقة الهوية الوطنية للسعوديين والإقامة بالنسبة للمقيمين ووفق آلية معدة سيتعرف المشجع فور حصوله على تذكرته على رقم مقعده في المدرجات في خطوة تنظيمية تضمن له المقعد بغض النظر عن وقت وصوله إلى الملعب. وبرَّأ البريد السعودي نفسه من الأحداث، التي حدثت من خلال بيان صحفي، قال فيه: إن الازدحام الذي حصل نتج عن أسباب خارجة عن إرادة المؤسسة، حيث إن المؤسسة ليست حديثة عهد بتوزيع التذاكر ولها خبرات عديدة في ذلك، حيث سبق لها توزيع تذاكر مباراة المنتخب السعودي ومنتخب الأرجنتين ومباراتي الديربي بين الهلال والنصر في الرياض، التي تبلغ تذاكرها 60000 تذكرة، وتم ذلك بسهولة وانسيابية ودون أي إشكاليات، وأن ما حصل في مكاتب البريد كان نتيجة محدودية التذاكر التي تسلمتها مؤسسة البريد السعودي من اللجنة المنظمة، حيث بلغت 25 ألف تذكرة ما جعلها أقل من الطلب الكبير الذي أسهم فيه مجانية التذاكر، وحرص كثير من الجماهير على حضور الافتتاح الكبير للمدينة الرياضية، بالإضافة إلى جماهير الناديين المتأهلين. كما أسهم في الازدحام بشكل واضح اشتراط الجهات المنظمة الحضور الشخصي وإبراز الهوية الوطنية أو الإقامة لتسلُّم التذكرة، وتأخر تسليمها لمؤسسة البريد السعودي، حيث كان من المفروض تسلُّمها صباح الإثنين حسب الترتيبات السابقة، ما أدى إلى التزاحم في بعض المكاتب في مواقع الكثافة السكانية العالية، وقد خصصت مؤسسة البريد السعودي 19 مكتباً بريدياً موزعة على مدينتي مكةالمكرمةوجدة لتوزيع التذاكر. فيما كشف المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر السعودي في جدة على الغامدي أنه ورد لديهم ستة بلاغات عن إصابات تتراوح بين البسيطة والمتوسطة، كانت على مستوى منفذ توزيع التذاكر في مكةالمكرمة بالجروشي مول، وتم الانتقال للحالات حيث تم علاج أربع حالات في الموقع نفسه وكانت إصاباتهم بسيطة، في حين نُقلت حالتان للمستشفى لتلقي العلاج. إلى ذلك، كشفت شركة أرامكو السعودية عن خطتها لإدارة الحشود، ويأتي ذلك حرصاً منها لتنظيم دخول وخروج الجماهير من خلال طاقم بشري كبير مؤهل في حفل افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية والمباراة النهائية التي ستقام بالتزامن مع الحدث، مؤكدة أهمية إعطاء أولوية قصوى لسلامة الجماهير بالاعتماد على واحد من أحدث الأنظمة العالمية المعنية بإدارة الحشود بهدف ضمان وصول عشرات الآلاف من المتفرجين إلى الملعب وخروجهم منه بسهولة ويسر أثناء حفل الافتتاح. وأبانت أرامكو، التي نفَّذت مدينة الملك عبدالله الرياضية أن حفل الافتتاح سيكون متميز الفقرات ويتضمن عروضاً تقنية متنوعة تسبقها بروفات وتجارب للتأكد من تنفيذها وفق الرؤية والهدف الذي وضعته لتوفير عناصر الجذب والإبهار، سعياً لتحقيق التنافسية عالمياً في إقامة مثل هذه الافتتاحات والفعاليات الكبرى، مؤكدة اهتمامها الخاص بالمسائل المتعلقة بأصول السلامة في جميع جنبات المدينةالرياضية ومرافقها تمشياً مع نهجها وممارستها اليومية في أعمالها، حيث تم وضع الخطط اللازمة لإدارة الجماهير أثناء حفل الافتتاح وفق أحدث الأساليب العالمية. وأكدت أنه تم الانتهاء من تحديد المقاعد المخصصة للجماهير ومواقع مواقف سياراتهم بكل وضوح في جميع التذاكر التي يحملونها، وسيظهر على الوجه الخلفي للتذاكر مخططٌ كامل لملعب كرة القدم يقدم معلومات واضحة عن الطرق والمسارات، التي يتوجب على الجماهير أن يسلكوها للوصول إلى مقاعدهم ومختلف مرافق الملعب. وأفادت بأن مدينة الملك عبدالله الرياضية تضم مركزاً دائماً لمراقبة الأنشطة والفعاليات يحتوي على أحدث ما توصلت إليه التقنية من معدات الدوائر التليفزيونية المغلقة لمراقبة الأمور المتعلقة بسلامة الجماهير والضيوف ومراقبة أنظمة السلامة العاملة في الملعب، وسيكون هذا المركز نقطة التقاء ومركز اتصال لفريق متكامل من المراقبين والمنظمين، الذين يعملون على تنظيم حفل الافتتاح وإقامة فعالياته وأنشطته بكل يسر وسهولة وأمان، مشيرة إلى إشراك أكثر من 1000 مراقب في خطتها في إدارة الحشود والتحقق من صلاحية التذاكر وتحركات الجماهير وضبطها في جنبات الملعب والتوجيه والإرشاد وإصدار التقارير وإدارة مراكز استعلامات الجماهير وإدارة مراكز المفقودات والموجودات. ولفتت الشركة إلى أنه سيكون التعرف على هؤلاء المراقبين وتحديدهم متاحاً بكل يسر وسهولة من خلال الملابس، التي يرتدونها والبطاقات التي يحملونها، وسيعمل هؤلاء المراقبون أيضاً على توجيه الجماهير وإرشادهم نحو الطرق والمسارات التي يتوجب على الجماهير أن يسلكوها أثناء دخولهم إلى الملعب، لافتة إلى أن جميع المناطق المخصصة للجماهير داخل الملعب وخارجه تضم لوحات إرشادية ضخمة بادية للعيان منها لوحات واضحة تُعنى بترتيبات السلامة وتبين بكل وضوح مخارج الطوارئ ومحطات الإسعافات الأولية ولوحات تحذيرية ومواقع معدات مكافحة الحرائق، ويتوافر في جنبات الملعب أيضاً لوحات واضحة في المواقع الرئيسة تبين عدداً من الأنظمة المطبقة في الملعب وقائمة بالمواد المحظورة التي يمنع إدخالها إلى الملعب. وأشارت إلى أنه تم ترقيم جميع بوابات الملعب ومستويات المدرجات وصفوف المقاعد والمقاعد نفسها بوضوح تام من أجل ضمان سهولة دخول الجماهير إلى المدرجات وانسيابيتها؛ حيث يضم الملعب ستة مداخل للجماهير تحتوي بدورها على 100 مسار لتسلُّم التذاكر والتحقق من صلاحيتها، ولم تغفل الخطة خروج الجماهير من الملعب، حيث أعدت لهم خطة متكاملة لمغادرة الملعب بكل يسر وسهولة.