قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، إن على الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي توحيد الصف لفرض عقوبات على روسيا لمنعها من زعزعة استقرار أوكرانيا، حيث يحتجز انفصاليون مؤيدون لروسيا ثمانية مراقبين دوليين رهائن لليوم الثالث. ومن المتوقع أن تحدد واشنطنوبروكسل ربما بحلول اليوم الإثنين على أقصى تقدير أسماء جديدة لشخصيات وشركات مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل فرض إجراءات عقابية ضدهم، لكن لم يحدث توافق في الآراء بعدُ بشأن نطاق أوسع من العقوبات. وخلال زيارة لماليزيا قال أوباما، إن أي قرار بفرض عقوبات على قطاعات من الاقتصاد الروسي في وقت لاحق سيعتمد على قدرة واشنطن وحلفائها على التوصل لموقف موحد بشأن كيفية التحرك قدماً. وقال أوباما للصحفيين «سنكون في وضع أقوى لردع السيد بوتين عندما يرى أن العالم موحد وأن الولاياتالمتحدة وأوروبا متحدتان، وأنه ليس مجرد صراع أمريكي روسي». وتسببت الأزمة بشأن أوكرانيا التي كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي ويسكنها 45 مليون نسمة، في وصول العلاقات بين روسيا والغرب إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة. وقال أوباما إن روسيا لم «تحرك ساكناً» لحمل الانفصاليين الموالين لموسكو على الامتثال لاتفاق دولي من أجل نزع فتيل الأزمة. وقال «بل إن هناك أدلة قوية على أنها تشجع الأنشطة في شرق وجنوب أوكرانيا». وتتبنى واشنطن موقفاً أكثر حزماً من بروكسل بشأن فرض مزيد من العقوبات، وأدى هذا لنفاد صبر بعض المسؤولين الأمريكيين من رد الفعل الأوروبي. ويساور القلق كثيراً من الدول الأوروبية من مخاطر فرض عقوبات أشد على روسيا لأسباب من أهمها العلاقات التجارية الواسعة مع موسكو، وحقيقة أن أوروبا تستورد ربع غازها الطبيعي من روسيا. وقال جو كاسر الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس الهندسية الألمانية العملاقة التي تصدر منتجات لروسيا، على هامش اجتماع مع ساسة محافظين في بافاريا، إنه سيدعم العقوبات إذا كانت الخيار الوحيد، لكنه يفضل المفاوضات. ومنذ أن أطاح الأوكرانيون الذين يريدون علاقات أقوى مع أوروبا برئيسهم المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش في فبراير، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية لأراضيها، وحشدت عشرات الآلاف من الجنود على الحدود الشرقية للبلاد. ورد حلف شمال الأطلسي بإرسال تعزيزات إلى شرق أوروبا. وتتهم الحكومة المدعومة من الغرب في كييف الكرملين بالتخطيط لغزو شرق أوكرانيا وإعداد العدة بتدريب ودعم الانفصاليين المسلحين الذين سيطروا على أكثر من عشرة مبانٍ حكومية في المنطقة. وتنفي موسكو التدخل وتقول إن شرق أوكرانيا هب في احتجاج تلقائي ضد ما وصفته بحكومة غير مشروعة في كييف تنفذ عملية «إجرامية» لقمع المعارضة. ويحتجز الانفصاليون الذين يسيطرون على مدينة سلافيانسك الشرقية ثمانية مراقبين أوروبيين كانوا في المنطقة تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومقرها فيينا. واتهم الانفصاليون المراقبين وهم من ألمانيا والسويد والدانمارك وبولندا والتشيك بالتجسس لصالح حلف شمال الأطلسي واستخدام مهمتهم مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا كغطاء.