يسعى نظام بشار الأسد لإلهاء السوريين والمجتمع الدولي بما يطلق عليه الانتخابات الرئاسية في الوقت الذي تؤكد فيه معلومات عدد من أجهزة الاستخبارات الغربية أنه ما زال يملك مخزوناً من الأسلحة الكيماوية لم يقدم تقارير عنه لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية. النظام ادّعى أنه وضع مخزونه من الأسلحة الكيماوية تحت تصرف المنظمة الدولية بعد الاتفاق الروسي- الأمريكي، لكن المعلومات التي تحصلت عليها الاستخبارات الأمريكية والفرنسية والبريطانية تفيد بأنه أخفى بعض الأسلحة عن الفِرَق التي أشرفت على عملية النقل والتدمير. وتزامن ذلك مع ورود تقارير ميدانية عن استخدام غاز الكلور مؤخراً في أكثر من منطقة داخل سوريا، وهو ما يعني – إن ثَبُتَ- أن الأسد خالف مجدداً تعهداته وتخطى كل الاتفاقات حتى لو كان راعيها هو الحليف الروسي الذي سارع إلى الإنكار. لكن السوريين لا يعوِّلون على ما سيترتب على هذه التقارير الاستخبارية لأنهم يتذكرون كيف تجاوز المجتمع الدولي قتل المدنيين في ريف دمشق (أغسطس الماضي) واكتفى بإبرام اتفاق للسيطرة على الكيماوي السوري وحرمان النظام من هذا السلاح، في خطوة فُسِّرَت على أنها تدخل دولي لحماية إسرائيل. السوريون يدركون أن المجتمع الدولي لن ينتفض ضد قتلهم بغاز الكلور أو أي غاز آخر، إنما هو يمارس الضغط على الأسد لتسليم ما تبقى لديه من سلاح كيماوي، أما حياتهم فلا يبدو أنها تعني الدول الكبرى كثيراً، فهي لم تتحرك إلا عندما استُخدِمَت الغازات السامة رغم أن عدد ضحاياها لا يُقارَن بعدد ضحايا القصف الجوي والمدفعي والأسلحة التقليدية.