أطلقت حكومة حماس في قطاع غزة سراح عشرة أعضاء مسجونين من حركة فتح أمس قبيل زيارة لمسؤولين من فتح اليوم. وأقدمت حماس على بادرة الوحدة الوطنية هذه في وقت تسعى فيه الحركة الإسلامية جاهدة لاحتواء خلاف مع الحكومة المدعومة من الجيش في مصر أضر باقتصاد القطاع وعزله. ووصف إياد البزم وهو متحدث باسم وزارة الداخلية التي تديرها حماس عملية الإفراج بأنها مسعى لتسهيل إيجاد أجواء مواتية للمصالحة وهي هدف أثبت أنه صعب المنال. وكان أقارب العشرة المفرج عنهم ينتظرونهم خارج سجن في غزة حيث استقبلوهم بالأحضان. وأعرب أحد الرجال المفرج عنهم ويدعى عياد عبيد عن فرحته الغامرة بقرار الإفراج متمنياً سرعة الإفراج عن باقي السجناء السياسيين. وتتهم جماعات حقوق الإنسان كلاً من فتح وحماس بتنفيذ عمليات اعتقال واسعة النطاق لأعضاء الحركة الأخرى وبإساءة معاملتهم أثناء الاحتجاز. وتقدر الحركتان معتقليهما بالعشرات وتطالبان بالإفراج عنهم. وقالت والدة عواد عبيد إن الكلمات تعجز عن وصف سعادتها بإطلاق سراح ابنها. وزار موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قطاع غزة أمس قادماً من مصر قبيل المحادثات بين فتح وحماس اليوم. والتقى أبو مرزوق برئيس وزراء حماس إسماعيل هنية لبحث جهود المصالحة. وكان قادة حماس وفتح أبدوا التزاماً باتفاق الوحدة الوطنية التي دعمته مصر في 2011. لكن ذلك تبدد جراء الخلافات بشأن اقتسام السلطة ووضع استراتيجية مشتركة في الصراع الطويل مع إسرائيل. ويشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في محادثات بشأن إقامة دولة مع إسرائيل. ويقاطع الغرب حماس لرفضها نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل وقبول اتفاقات السلام الانتقالية. وانتزعت حماس السيطرة على غزة من فتح في 2007 بعد فوزها في الانتخابات الفلسطينية عام 2006. ميدانياً أطلقت سبعة صواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل أمس، من دون أن تسفر عن خسائر بشرية، كما أعلن الجيش الإسرائيلي. وقال الجيش إن خمسة صواريخ سقطت في صحراء النقب بدون التسبب بأضرار مادية جسيمة أو إصابات بشرية. وأفادت الشرطة الإسرائيلية عن سقوط صاروخين إضافيين على بلدة سديروت مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية طفيفة في شارع في منطقة سكنية. وقال بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي إنه قبل إطلاق هذه الصواريخ، قام ناشطون فلسطينيون من قطاع غزة بإطلاق صاروخ مضاد للدبابات على دورية عسكرية بالقرب من السياج الحدودي مع قطاع غزة دون إيقاع أضرار أو إصابات. وقال مصدر أمني فلسطيني في قطاع غزة إن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارة على أرض خالية في منطقة النصيرات وسط القطاع بثلاثة صواريخ على الأقل سقطت في مزرعة دواجن مما أدى إلى إصابة مواطنين بجراح طفيفة نقلا على إثرها إلى مستشفى في دير البلح. وأضاف المصدر إنه تم شن غارة ثانية شمال خان يونس قرب بلدة القرارة في أرض خالية دون الإبلاغ عن إصابات. وتابع المصدر إن غارة جوية ثالثة شنت على موقع القادسية التابع لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس غرب خان يونس، مشيراً إلى أن زوارق البحرية الإسرائيلية أعادت شنّ غارة رابعة على نفس الموقع. وأوضح مصدر أمني آخر أن حكومة حماس طلبت من جميع أفراد الأجهزة الأمنية إخلاء مواقعهم تخوفاً من شنّ غارات جديدة.