أوضح الفنان التشكيلي حسين السماعيل، أن الفن مساحة للتنفس من هواء على مستوى مختلف عن مستوى الأرض، يشمه الفنان ويأخذه شهيقا، حتى يملأه تماما، ويخرجه زفيراً فنياً يثير الآخرين، ويستوقف الإعجاب. وقال السماعيل، الذي افتتح معرضه الشخصي الثاني أمس الأول في قاعة «تراث الصحراء» في الخبر، تحت عنوان «إطار»: رأيت في الفن حرية بلا قيود، ولا إطار يحد من أفكاري، إطار واسع بلا حدود ينتظر منا أن نسعى ونشعر ونستشعر وأن نستمر في الحياة، لافتا إلى أن كل هذه الأمور جاءت ضمن أهداف المعرض، متمنياً أن يعيشها الزائر. وتعود فكرة الإطار في المعرض إلى أن السماعيل حاول استخدام عنصر مرن في تعدد المعنى للتعامل معه بتعبير فني بكل أريحية، حسب قوله، مضيفا: ولأني مهتم بالإطار وإخراج اللوحة في أجمل صورة، دفعني هذا الاهتمام للتأمل في الإطار ومحاولة دفعه إلى أقصى ما يمكن فعله به لتوظيفه في أعمال فنية. وتابع قائلا: هكذا بدأت الفكرة تنمو في رأسي مع كل فكرة أو موضوع عام مشحونة برغبة للتعبير عنها من خلال الإطار. أحببت أن أجعلها هوية واحدة متعددة اللغات، ولأن الفن لغة صورية أوسع من لغات العالم، كان لي محاولة في أكثر من جانب للممارسة الفنية بدأت من المسرح، وانتقلت بين التشكيل والتصوير، ولأني أثق أن الإبداع يأتي من الفكرة لم أحدد أي نمط واحد من العرض، مشيرا إلى أن أعمال المعرض جاءت خليطاً بين الفن التجريدي والفن الواقعي والفن السيريالي وفن التصوير الفوتوجرافي والفن المفاهيمي والفن الأدائي والفيديو، يربط بينهم عناصر شكلية موحدة أو عناصر فكرية. وبين أن معرضه هذا جاء من دوافع فكرية وفنية ترجو الحديث عنها، لافتا إلى أنه مهووس بمواقع التواصل الاجتماعي، التي وجد فيها تصاعدا حواريا يحدث بين أوقات مختلفة، يسببه مسبب ما، ويدفع بالناس للفوضى بالآراء وأساليب الطرح، وناتج لهذا تصنع «هاشتاقات» ومقاطع فيديو وصور إنفوجرافيك تنتشر كالهشيم، وكل هذا الفعل ملهم، استطعت أن أقتص جزءاً بسيطاً منه، رغم إذهاله، وتوظيف بعد القضايا الاجتماعية المحلية في أعمال فنية معاصرة ومفاهيمية. واعتبر السماعيل هذا المعرض امتداداً لمعرضه الأول الذي أقيم نهاية العام الماضي في فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، والآن يعاد بصورة متجددة ورؤية أوسع على مستوى التقديم والأعمال.