يستضيف «مركز بيروت للفن» حتى 27 حزيران (يونيو) الجاري، معرض «فيديو فينتدج 1963- 1983» المؤلّف من 72 فيديو لأكثر من 50 فناناً اختيروا من مجموعة «نيو ميديا» في مركز «بومبيدو» في باريس. وتقدّم مجموعة الفيديو هذه في إطار سينوغرافي «فينتدج» (قديم)، حيث تشدّ «غرفة الجلوس» الزوّار لمشاهدة أعمال فيديو فنّية في سياق المشاهدة الأصلية وذلك في جوٍّ «عائلي». وعلى رغم أنّ المجموعة المختارة غير شاملة، فإنها تسمح بتتبّع تطوّر فن الفيديو على طوال عقدين. وقد بحث الفنانون لمدّة عشرين سنة في إمكانات هذا الوسيط البارز كشكل فني ناقد. وتقول قيّمة المعرض كريستين فان آش: «في أيام «الرقمية التامة» للفيديو، بدا لنا مهمّاً أن نعيد رسم مسار هذا الوسيط الذي تأثّر خلال نصف قرن بكلّ التيارت الجمالية من الأداء وحركة الفلوكسوس والفن التبسيطي والفن المفاهيمي والفن ما بعد المفاهيمي، وصولاً إلى الأبحاث الحالية في مجال الدراسات الثقافية». المعرض مقسّم إلى ثلاثة أقسام: «الأداء والتصوير الذاتي»، «التلفزيون: الأبحاث، التجارب النقد»، «مواقف، أشكال، مفاهيم». في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، استعمل الفنّانون في اوروبا وشمال أميركا وجنوبها أولى كاميرات الفيديو المحمولة. فغلب الطابع الإجتماعي والسياسي على تسجيلات أداءاتهم. وكان نام جون بايك أول من استعمل الفيديو كوسيط فني، فحمل في العام 1965 أول كاميرا فيديو محمولة «سوني بورتباك» وبدأ تصوير نفسه بلقطات مقرّبة. وكانت النتيجة فيديو «حدث الزر» الذي يفتتح المعرض بأول موضوع رئيس هو «الأداء والتصوير الذاتي». العلاقة ما بين وسيط الفيديو والتلفزيون هو الموضوع الثاني في المعرض. وخلال هذه المرحلة أراد الإنتاج التلفزيوني تحديد هويّته بعيداً من السينما، عبر البحث عن إنتاجات وجماليات مختلفة وجديدة. في فرنسا على سبيل المثال، دعا مركز الأبحاث «ORTF» (الجهة الرسمية لبثّ الراديو والتلفزيون) مخرجين وفنّانين لإستعمال أول أجهزة فيديو التصوير والمونتاج. وأنتج جان كريستوف أفيرتي وجان لوك غودار وتييري كونتزيل، أعمالاً عدة في هذا السياق. أمّا في الولايات المتّحدة، فنُظّمت مختبرات مثيلة شارك فيها نام جون بايك ووليام فيغمان. إلاّ أن العديد من الفنانين سرعان ما تبنّوا موقفاً نقدياً من التلفزيون كوسيط تواصل. وجرت بعض المبادرات الفردية عامي 1969 و1970 عندما فوّض المُنتج المشهور جيري شوم إلى فنّانين أمثال جوزيف بويز ودانيال بورين ولورينس فاينر القيام بأعمال لمعرض تلفزيوني. أما القسم الثالث، فمخصّص لأبحاث أكثر مفاهيمية أنتجها فنانون يأتي أكثرهم من خلفيات تتعلق بالفنون الجميلة، ولاعتماد أعمال الفيديو ضمن المتاحف. فاستعمل فنانون عالميون الفيديو متسائلين عنه كوسيط عبر تسليط الضوء على خصائصه مركزين على الجانب الأدائي الجسدي. وفي هذا القسم نجد أعمالاً لدانيال بورين ومنى حاطوم وفاليه إكسبورت ومارتا روسلير وآخرين.