واصل ارتفاع أسعار الأسماك في المدينةالمنورة، مسيرته، مسجلاً نسباً قياسية لم تشهدها الأسواق من قبل، في وقت تفاوتت فيه أسباب هذا الارتفاع، بين من يرى أن العمالة الأجنبية هي السبب فيه، بعد نجاحها في احتكار العمل في تلك الأسواق، وبين من يرى أنه لا يمكن الاستغناء عن هذه العمالة لعدم وجود بديل لها من المواطنين، وأرجعوا الأمر إلى حالة البرد القارس، التي أسفرت عن قلة الكميات المصطادة. وأكد شيخ طائفة سوق الأسماك في المدينةالمنورة فهد المزين، ارتفاع أسعار الأسماك بنسبة تصل إلى 45% بسبب عزوف الصيادين عن الصيد في فصل الشتاء، موضحاً أن «الإقبال على الأسماك يزداد خلال برودة الطقس بمثل هذه الأجواء تقريبا». ولفت المزين في حديثه ل»الشرق» خلال جولة لها في السوق أمس، أن «سعر سمك الناجل ارتفع إلى مائة ريال للكيلو جرام الواحد، على عكس سعره بفصل الصيف، ويستقر سعره عند سبعين ريالا، إضافة إلى ارتفاع سعر كيلو سمك الشعور الذي يفضله أهالي المدينةالمنورة، إلى ستين ريالاً»، مبينا أنه «في أقصى الحالات تصل نسبة الارتفاع إلى 45% لبعض الأسماك أو معظمها، ومنها أيضا الحريد، والهامور، وسمك القمر، ومنها ما يصعب اصطيادها في فصل الشتاء، ويزداد الطلب عليها. وبين المزين أن أسماك المدينةالمنورة تأتي من مياه البحر الأحمر بمختلف مناطقه، سواء من ينبع، أو الرايس، وأملج، وثول»، مشيراً إلى صعوبة الحصول على أسماك الخليج العربي، نظرا لبعد المسافة بينه وبين المنطقة الغربية»، نافياً في الوقت نفسه «وجود أسماك مستوردة من بحار ومحيطات أخرى».واستنكر عدد من الزبائن في حديثهم ل»الشرق» استحواذ الوافدين على العمل في السوق والتحكم في الأسعار بحسب أهوائهم. وطالب المواطن فهد الروقي ب»تدخل الجهات المعنية لتشكيل لجنة لمراقبة السوق والأسعار، ووضع حد للتجاوزات التي يقدم عليها العمالة الوافدة»، مضيفاً أن «السوق يشهد تغييرات بالأسعار بشكل يومي، مما يضعف إقبال الزبائن، وابتعادهم عن الشراء». وشاركه الرأي محمد سليمان بقوله: «نرغب في تسهيل حركة البيع والشراء، ووضع حد للأسعار بالشكل المعقول»، موضحا أن «الزبائن مجبرون على الشراء من المطاعم المعروفة والموجودة إدارتها بشكل مستمر نظرا لعدم التغيير اليومي في أسعارها، فضلا عن عدم نظافة السوق أو المطابخ التي تغيب عنها عمالة النظافة، والذي يركزون على جمع «البخشيش» بدلا من أداء عملهم». وعلق المزين على ذلك بقوله: «لا يمكننا الاستغناء عن الوافد الآسيوي أو المقيم، نظرا لعزوف السعوديين عن العمل بهذا المجال»، مؤكدا أن «السعوديين العاملين في مجال الأسماك ينصب جل عملهم في الصيد فقط، أو التوزيع، على عكس الطبخ وتقديم المأكولات».