شدد أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، على أهمية إقامة ملتقيات التنمية الأسرية، مشيداً بالدور الذي تؤديه وحدة المسؤولية الاجتماعية في «سبكيم» إزاء نشر العلم والمعرفة في أوساط المجتمع. جاء ذلك خلال افتتاحه أمس، ملتقى «نرعاك» الثاني الذي ينظمه مركز «سايتك» للعلوم والتقنية التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بحضور مدير الجامعة الدكتور خالد السلطان، ودعم حصري من وحدة المسؤولية الاجتماعية في «سبكيم». من جهته، كشف مدير شرطة المنطقة الشرقية اللواء غرم الله الزهراني، أن الإحصاءات تفيد بأن المنطقة الشرقية تشهد تراجعاً ملحوظاً في معدلات بعض الجرائم، وأبرزها تراجع معدل جريمة السرقة خلال السنوات القليلة الماضية. وأوضح أن استقرار المجتمع ينعكس بصور مباشرة على الحالة الأمنية، وكلما زاد الاستقرار داخل الأسرة كلما تراجع معدل الجريمة، وأضاف «على الرغم من بروز بعض القضايا إعلامياً كتلك التي تعكس بعض أشكال القصور في استقرار الأسرة مثل جرائم العقوق والقتل، إلا أنها لا تعكس حال المجتمع السعودي الذي يعد من المجتمعات الآمنة نتيجة الترابط الأسري». وأكد اللواء الزهراني أهمية دور علماء الاجتماع والتربية في المجتمع، مبيناً أنه يمس بصورة مباشرة عمل رجل الأمن، مشدداً على أهمية الوقاية من خلال برامج التثقيف، وتضافر جهود كافة قطاعات المجتمع في سبيل تحقيق الأمن للناس كافة. إلى ذلك، ذكر الخبير في علم الاجتماع الدكتور عبدالله الفوزان، أن الأمير سعود بن نايف تحدث إليه حول أهمية مواجهة المشكلات الأسرية من خلال نشر الوعي، وتأكيده على أهمية دور مركز «سايتك» في تبني البرامج التي تهدف إلى تنوير الناس كافة في قضايا الزواج وأهمية دور المتخصصين والعلماء في تدعيم استقرار المجتمع من خلال نشر المعرفة، مبيناً أن حديثه يعكس مدى الإدراك بحجم آثار الطلاق في المجتمع الذي ينتج عنه التفكك الأسري. وقال إن نتاج الملتقيات الأسرية ونشر المعرفة من قِبل المتخصصين في علمي الاجتماع والتربية يمس بشكل مباشر عمل رجال الأمن في أي مجتمع، مبيناً أن رعاية المجرمين والمنحرفين مُكلفة جداً وتُشكل عبئاً على اقتصاد أي بلد يعاني من انتشار الجريمة التي هي نتاج عدم استقرار الأسرة. في السياق، أوضح رئيس سبكيم أحمد العوهلي، أن الملتقى يحظى بأهمية بالغة كونه يعد أحد أهم برامج نشر الثقافة والمعرفة الداعمة لأمن واستقرار المجتمع، خصوصاً وأن نتائج تأثّر المشاركين من آباء وأمهات بالملتقيات الأسرية تبدو واضحة وقابلة للقياس، مبيناً أنه يهدف إلى إشاعة المفاهيم الداعمة لأمن واستقرار المجتمع من خلال الحفاظ على استقرار الأسرة وحماية أمنها. أما الخبير الاجتماعي الدكتور خالد الحليبي، فذكر أن وزارة الداخلية تصدر إحصاءات كثيرة منها الإحصاء بعدد حالات «عقوق الوالدين» في المجتمع السعودي التي بلغت نحو 240 حالة العام الماضي، مشيراً إلى أهمية مراجعة الآباء علاقتهم بأبنائهم في مرحلة الطفولة. وقال إن السواد الأعظم من حالات «عقوق الأبناء» يحدث نتيجة عقوق سابق مصدره الآباء بحق أبنائهم، وأن عقوق الأبناء آباءهم له أشكال كثيرة من أكبرها حالات القتل التي تقع على أيدي الأبناء بحق آبائهم. وبين أن المجتمع لم يصل إلى الفهم الكامل بأن للأبناء حق الرعاية السليمة على آبائهم، وأن عدم بذل العناية من جانب الآباء يمكن أن يوصف ب»عقوق الآباء للأبناء»، مضيفاً أن عقوق الآباء بحق الأبناء قضية لم تغفلها الشريعة الإسلامية، بل نهت عنها تعاليم الدين في عدة مضامين. وأكد أن البرّ يكثر في الأسرة التي فيها ارتباط كبير، بينما يزداد العقوق في الأسرة التي أهمل فيها الآباء حقوق أبنائهم، مشيراً إلى أن أغلب السجناء لم يتلقوا الرعاية الصحيحة من قِبل والديهم، مستشهداً بإحصائية محلية تفيد بأن 78% من سجناء المملكة تعرَّضوا للاعتداء في طفولتهم. أوضح مدير العلاقات العامة في سايتك وليد الرشيد، أن عدد المسجلين في الملتقى يبلغ نحو 1500 فرد من مختلف الأعمار والجنسيات، متوقعاً أن يستفيد من المحاضرات أكثر من ألفي فرد. يُذكر أن الملتقى يشارك فيه ستة خبراء في علم الاجتماع والتربية، ويلتقون بالجمهور في مركز «سايتك» بالخبر لمدة ثلاثة أيام من الرابعة عصراً وحتى الثامنة مساء، وتنتهي المحاضرات المتواصلة غداً (الثلاثاء).