أكدت مصادر في الحركة الإسلامية ل “لشرق” أن الحركة بصدد إعادة النظر بموقفها من مقاطعة الحوار مع أمريكا، وقالت المصادر إن قراراً قد يتخذ بهذا الشأن مطلع فبراير بعد الانتخابات التي ستشهدها الحركة، وخصوصاً في ذراعها السياسي جبهة العمل الإسلامي. وكانت الحركة الإسلامية تقوم بجولات من الحوار مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، إلا أن توقفاً حصل بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 من طرف الإدارة الأمريكية، ثم بُذِلت جهودٌ لاستئناف الحوار. وقال رئيس مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي المهندس علي أبو السكر ل “الشرق” إن أمر مقاطعة الحوار مع الإدارة الأمريكية مطروح للمراجعة ضمن أجهزة الحركة، وبطريقة مؤسسية، موضحا أن الحركة الإسلامية اتخذت قرار مقاطعة الإدارة الأمريكية على خلفية احتلال العراق. وأضاف أبو السكر أن “الحركة الإسلامية تؤيد الحوار من حيث المبدأ مع أية جهة، باستثناء الكيان الصهيوني، حيث كما للطرف الآخر مصالحه فإن لنا مصالحنا الوطنية ومبادئنا، وهي التي ينبغي أن نحافظ عليها أثناء الحوار. وبما أن تعليق الحوار تم على خلفية احتلال العراق، وبما أن الانسحاب الأمريكي تم من هناك وتغيرت الإدارة الأمريكية، فإن الحركة الإسلامية من الممكن أن تراجع موقفها من الحوار، وهذا الموقف مطروح بالفعل للمراجعة، وسيكون هناك رأي بخصوصه من خلال قيادات الحركة الإسلامية في جبهة العمل الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين”. ندوة في لندن وحوار مع الحكومة من جهتها شاركت الحركة الإسلامية الأردنية في “ندوة سياسية” في لندن أقامها مركز دراسات المعارضة، وهو منظمة غير حكومية مقرها لندن، وضمت الندوة في المرحلة الأولى وزراء ومسؤولين من دول مختلفة بينها الأردن، ثم في المرحلة الثانية ضمن قياديين في المعارضة من نفس الدول، وذلك لبحث آفاق الحوار بين الحكومات والمعارضات. وقد شارك من الحركة الإسلامية الأردنية وفد ضم أبرز قياداتها. وأوضح علي أبو السكر الذي شارك بالندوة بأنها تركزت على الإصلاح وعلى علاقة المعارضة بالحكومة. موضحا أن الحركة الإسلامية ليست في حاجة إلى أي طرف ليهيئ للحوار بينها وبين الحكومة، حيث إن الحركة الإسلامية منفتحة على الحوار مع الحكومة الحالية، ومقاطعتها للحوار مع الحكومة السابقة كانت بسبب تشكيلتها وبسبب مواقفها من الحركة. وألمح أبو السكر إلى أن جهات معينة في الدولة تعيق حوارالحكومة مع الإسلاميين، مطالباً الحكومة بإبداء الجدية في هذا المجال.