لم يحسم اللقاء السري أمس بين قيادات الحركة الإسلامية في الأردن ورئيس الوزراء سمير الرفاعي أمر قرار مقاطعة حركة الإخوان المسلمين للانتخابات النيابية المقبلة التي ستجري بعد شهر ونصف تقريبا . الطرفان تركا الباب مفتوحا أمام كل التوقعات "فلا الإخوان قبلوا البت "فورا " في العودة عن قرار المقاطعة ولا الحكومة قدمت شيئا مملوسا لهم على أرض الواقع " فالأخوان طالبوا رئيس الحكومة بتعديل قانون الانتخابات الحالي فيما شدد الحكومة على أنها ستقدم القانون للمجلس المقبل بصفة الاستعجال للبت فيه . مصدر شارك في الاجتماع ، وصف اللقاء الذي احيط بالسرية والتكتم بأنه "ودي إلى أبعد الحدود "لكنه لم يقدم نتائج فعلية على أرض الواقع ، واعتبر أن قيادات الاسلاميين :حمزة منصور وجميل ابو بكر وزكي بني ارشيد وارحيل الغرايبة .كانوا أذكياء ولم يقدموا إجابة واضحة للحكومة بدعوى أن القرار ليس فرديا في الحركة ولا بد من العودة الى القواعد الحزبية وخصوصا المكتب التنفيذي لحزب جبهة العمل الاسلامي والمكتب التنفيذي للحركة لعرض ما تم في الاجتماع والتشاور مجددا في قرار الرجعة عن المقاطعة . وفي الإطار العام لما تسرب عن الاجتماع فإن الإسلاميين طالبوا بتعديل قانون الانتخاب وبإعادة جمعية المركز الإسلامي لهم – وهي الذراع المالي للحركة – فيما رفضت الحكومة المطلب الأول وعدت بدراسة المطلب الثاني والرد على الإسلاميين في أقرب وقت ممكن ، مما حدا بالإسلاميين الى مطالبة الحكومة باجتماعات مشتركة متتالية . ويرى مراقبون أنه يبدو أن الإسلاميين باتوا أقرب إلى العودة عن قرار المقاطعة خصوصا وأنهم لو أصروا على المقاطعة لما عادوا الى اللجان التنفيذية للتشاور مجددا في العودة عن القرار " . وعقب اللقاء صدر بيان رسمي لم يقدم اجابة واضحة على عودة الاسلاميين عن قرار المقاطعة جاء فيه أن رئيس الوزراء سمير الرفاعي أكد اهمية المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة وبما يخدم مسيرة التنمية السياسية في البلاد ويساعد على زيادة مستوى تمثيل البرامج من خلال الاحزاب السياسية في المجلس النيابي . وقال الرفاعي لدى لقائه أمس الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور والقياديين في الحزب زكي بني رشيد والدكتور ارحيل الغرايبة وجميل ابوبكر، ان الحكومة ملتزمة ببرنامجها للتنمية السياسية وتعمل في جميع المجالات لتعزيز حضور وفاعلية الاحزاب الاردنية ولا تميز بين هذه الاحزاب. واكد الرفاعي خلال اللقاء ان الحكومة ماضية في برنامجها للاصلاح السياسي وحريصة على تكريس الشراكة مع الجميع. من جهتهم اشار ممثلو حزب جبهة العمل الاسلامي الى اهمية اللقاء وضرورة التواصل، مؤكدين ان الاصلاح السياسي ضرورة لبناء الاردن المنيع لمواجهة المخاطر والتحديات الداخلية والتهديدات الخارجية .