أجبر«جيش العدل البلوشي» الاحتلال الأجنبي الفارسي على الجلوس معه على طاولة المفاوضات بعد تنفيذه حكم الإعدام ضد أحد الأسرى الإيرانيين الأربعة لديه وتهديده بإعدام ثلاثة آخرين تباعاً في حال عدم تلبية الدولة الإيرانيّة مطالبه. ورغم وصف طهران ل«جيش العدل» بالمجموعات الإرهابيّة ودعوة عدد من قادة إيران إلى ضرورة القضاء عليه وطلب أحد البرلمانيين بتكليفه بمهمّة إبادته، إلا أنّ تعنّتها أمام العناد البلوشي الذي تضرب به الأمثال، قادها إلى الرضوخ والتفاوض معه، تماماً مثلما رَكَعَت تحت أقدام «الجيش السوري الحرّ» حين أسر 48 مقاتلاً مِن الحرس الثوري على الأراضي السوريّة. وتجنّبا للفضيحة أمام منتقديها من الداخل، فإنّ وسائل إعلامها الرسميّة لم تجد سوى التزام الصمت المطبق حيال المفاوضات مع مَنْ أسمتهم ب«الإرهابيين»، واكتفى قادتها بإطلاق الأكاذيب والادّعاء باستلام الأسرى سعياً منهم إلى الحفاظ على هيبة دولتهم المفقودة. ولا ريب أنّ الدولة الإيرانيّة وباستخدامها القوّة المسلّحة حيال مطالب الشعوب الرازحة تحت احتلالها بما في ذلك البلوش، فإنها تجبر الطرف الآخر على اللجوء إلى استخدام العنف المضاد لتوازن الرعب. فحين يشنق رموز الحوار الثقافي كشهداء الأحواز «هاشم شعباني» و«هادي الراشدي»، وحين تهدم إيران كافة جسور التواصل لحل قضايا الشعوب المحتلّة، فلن يبقى لهذه الشعوب إلا التمسّك بالمقاومة، حتى وإن كانت راعية الإرهاب على مستوى الدولة وهي إيران، تصف مقاومتها المشروعة بالإرهاب.