اغتيل صباح أمس الراهب اليسوعي الهولندي فرانز فان در لوغت برصاص مسلح مجهول في حي بستان الديوان في حمص القديمة المحاصرة من قبل قوات الأسد. وقال أنور أبو الوليد من تجمع ناشطون ل «الشرق»: إن مسلحاً مجهولاً تسلل إلى منزل الراهب اليسوعي، الذي كان يقيم في دير الآباء اليسوعيين وأطلق عليه عدة رصاصات قبل أن يلوذ بالفرار، وأشار إلى أن القاتل كان ملثّماً ولم يتم التعرف على هويته من قبل امرأة شاهدته قبل ارتكاب جريمته بقليل. وأضاف أبو الوليد أن الكتائب والفصائل المقاتلة داخل حمص المحاصرة حمّلت النظام مسؤولية مقتل الأب اليسوعي، مؤكدة أن البحث جارٍ لمعرفة هوية القاتل، ومشيرة إلى أنه أحد عملاء النظام الموجودين داخل المناطق المحاصرة، خاصة أن الثوار سبق وقبضوا على بعض منهم. وأشار الناشط إلى أن هذا الحادث يأتي بعد تكرار ظهور الأب فرانز على عدة قنوات تلفزيونية متحدثاً عن الوضع الإنساني الخطير داخل المنطقة المحاصرة ومتهماً نظام الأسد باستخدام الجوع كسلاح حرب ضدّ المحاصرين وهو واحد منهم وعانى ما عانوه وبقي حتى لحظة وفاته رافضاً بشكل قطعي الخروج من داخل الحصار. وقال الناشط إن وسائل الإعلام التابعة للنظام أعلنت الخبر في وقت مبكّر من حدوثه حتى قبل أن ينتشر داخل الأحياء المحاصرة في إشارة واضحة إلى ضلوعها في الجريمة، التي تأتي في سياق تشويه صورة الثوار وكرد فعل انتقامي منها على موقف الراهب من حصار قوات النظام للمدينة. من جهته، ندد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بمقتل الراهب اليسوعي الهولندي، متوعداً بمحاسبة مرتكبي الجريمة. وقال الائتلاف في بيان نشر على موقعه على الإنترنت «تلقى الائتلاف الوطني السوري ببالغ الحزن والصدمة خبر استشهاد «الأب فرانز فان در لوغت «، الذي أمضى في سوريا 35 عاماً، ورفض الخروج من أحياء حمص المحاصرة وذاق ويلات الحصار المفروض من قوات النظام مع باقي أبناء الشعب السوري». وأضاف «يدين الائتلاف بأشد العبارات جريمة اغتيال الأب فرنسيس، ويؤكد محاسبة مَنْ يقف وراء هذه الجريمة»، مشيراً إلى أن «نظام الأسد لطالما قام بتصفية كل مَنْ تعاطف مع الشعب السوري أو عبر عن مواقف ضد القمع والإجرام الممارس ضد المواطنين». وتوقف الائتلاف عند تعبير الأب فان در لوغت مراراً «عن مواقفه من خلال تسجيلات مصورة من قلب الأحياء المحاصر لنقل الحقيقة للعالم عما يتعرض له المدنيون العزل من تجويع وقصف لأحيائهم السكنية من قوات النظام»، ومطالبته «المجتمع الدولي في أكثر من مرة بإدخال المساعدات الإغاثية الفورية إلى الأطفال والنساء والشيوخ». وسكن الأب الهولندي فرانس فان در لوغت في سوريا منذ قرابة الخمسين عاماً، ورفض الخروج من المدينة القديمة بعد حصارها من قبل قوات الأسد.