قال رئيس الوزراء البولندي، دونالد تاسك، أمس السبت إن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيعزز وجوده العسكري في بولندا في غضون أسابيع في تحرك قد يساعد على تهدئة مخاوف دول شرق أوروبا على أمنها بعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وجاءت تصريحات تاسك بعد ثلاثة أيام من إصدار وزراء خارجية الحلف الذي تقوده الولاياتالمتحدة أمرا للقادة العسكريين بوضع خطط لتعزيز دفاعات الحلف في الدول الأعضاء من شرق أوروبا بما في ذلك بولندا المجاورة لأوكرانيا. وتسبب ضم روسيا للقرم، بعد سقوط الرئيس الأوكراني المدعوم من روسيا فيكتور يانوكوفيتش في أعقاب مظاهرات حاشدة، في أسوأ أزمة في العلاقات بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة حينما كانت معظم دول شرق أوروبا تحت الهيمنة السوفيتية من موسكو. لكن فيما بدا أنه علامة على تقليص مخاطر اندلاع صراع مع روسيا، أشار حلف الأطلسي إلى أنه سيعزز على الأرجح أمن دول شرق أوروبا عن طريق التعزيزات الدورية لا عن طريق تمركز قوات مقاتلة إضافية كبيرة هناك بشكل دائم. وقال تاسك لمحطة «تي.في.إن» إن «تعزيز وجود الحلف في بولندا وكذلك الوجود العسكري أصبح أمرا واقعا وسيظهر خلال الأيام والأسابيع المقبلة»، مضيفاً «النقاش ليس عما إذا كان ذلك سيحدث لكن عن حجم تعزيز أمن بولندا ووتيرته بالإضافة لبعض الجوانب التقنية لتعزيز أمنها». وطُلِبَ من خبراء تخطيط عسكريين أن يضعوا أفكارا مفصلة وعرضها بحلول الخامس عشر من أبريل الجاري. في الوقت نفسه، قال مسؤول في الحلف إن من السابق لآوانه الكشف عن تفاصيل لأن خبراء التخطيط عاكفون على وضع الخيارات. لكن الخطط قد تشمل إرسال جنود تابعين للحلف ومعدات للحلفاء في شرق أوروبا كتعزيزات على الأمد القصير بالإضافة لإجراء تدريبات وضمان نشر قوة الرد السريع التابعة للحلف بشكل أسرع. وتريد بولندا أن ترى مزيدا من الجنود الأمريكيين على أراضيها. وظلت بولندا تحت هيمنة الاتحاد السوفيتي لأكثر من أربعة عقود في أوروبا التي انقسمت بعد الحرب العالمية الثانية. وقال وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، الأسبوع الماضي إن وارسو ستشعر ب «رضا تام» إذا تم نشر لواءين من الأسلحة الثقيلة في بولندا لكن من غير المرجح حدوث ذلك.