تنفس أهالي حفر الباطن الصعداء، بعد صدور الأمر الملكي -أمس- بإنشاء ثلاث جامعات جديدة في حفر الباطن وبيشة وجدة، واعتبروا قرار إنشاء جامعة حفر الباطن بمنزلة تتويج لسلسلة من مطالباتهم، التي امتدت لأكثر من تسع سنوات. وانطلقت -أمس- مسيرات الفرح في شوارع المحافظة فور إعلان أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله- لرئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس التعليم العالي. وكان وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، قد أكد أن مجلس التعليم العالي في جلسته الثانية والسبعين رفع للمقام الكريم بطلب الموافقة على إنشاء (ثلاث) جامعات في كل من (حفر الباطن، وبيشة، وشمال جدة) وقد صدر الأمر الكريم بالموافقة على ذلك، مشيراً إلى تحويل فرعي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الدمام في حفر الباطن وفي المحافظات المجاورة إلى جامعة مستقلة تسمى «جامعة حفر الباطن»، وسوف تضم هذه الجامعة الكليات في محافظاتحفر الباطن وقرية العليا والنعيرية والخفجي. وتبلغ الكليات التي تتبع للجامعة 12 كلية. من جهته، قدم محافظ حفر الباطن عبدالمحسن بن محمد العطيشان باسمه ونيابة عن أهالي المحافظة أسمى آيات الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله- بمناسبة صدور الأمر الملكي بإنشاء جامعة حفر الباطن. وأشار العطيشان إلى أن هذا القرار امتداد لقرارات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في دعم مسيرة التعليم العالي في مناطق ومحافظات المملكة بكل الإمكانات للقيام بمهامها وتحقيق أهدافها، مشيراً إلى أن إنشاء الجامعة سيوفر فرصة إكمال التعليم العالي لأبناء وبنات المحافظة داخل المحافظة من دون مشقة عناء السفر للمناطق الأخرى. وقدم شكره الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه لحرصهما ومتابعتهما الدائمة في دعم إنشاء الجامعة. متمنياً أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين وسمو ولي ولي العهد لخدمة البلاد ومواصلة ما تشهده بلادنا من نهضة علمية وتنموية شاملة، وأن يديم على بلادنا الأمن والاستقرار، وأن يجعل هذه الأعمال في ميزان حسنات خادم الحرمين الشريفين، وأن يطيل في عمره ويلبسه ثوب الصحة والعافية. واعتبر مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله بن محمد الربيش أن إنشاء جامعة حفر الباطن يعد قراراً تنموياً مهماً، مؤكداً أن هذا القرار يجسد حرص القيادة الرشيدة على دعم التعليم بشكل عام والتعليم العالي على وجه الخصوص، مضيفاً أن ما حظي به التعليم العالي في عهد خادم الحرمين الشريفين من دعم ومساندة مؤشر على اهتمام القيادة الرشيدة ببناء الإنسان السعودي وتنمية رأس المال البشري بوصفه الركيزة الأساسية لعجلة التنمية وبناء الوطن. وقال عضو المجلس المحلي في حفر الباطن فاضل بن ثروي الحربي، إن القرار ستكون له انعكاساته التنموية على المحافظة، مقدماً شكره لأمير الشرقية ونائبه ومحافظ حفر الباطن على جهودهم وحرصهم على دفع عجلة التنمية في المحافظة. وتمتلك وزارة التعليم العالي أرضاً بمساحة تصل ل ثمانية ملايين متر مربع، على طريق الرياض، تضم عدداً من المشاريع الجامعية التي تجاوزت مليار ريال، من بينها مبنى الكليات الجامعية الذي يدرس فيه حالياً طلاب السنة التحضيرية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بالإضافة إلى طلاب تخصصات الهندسة في الجامعة نفسها، وكذلك مبنى أعضاء هيئة التدريس المكون من 38 عمارة لإسكان أعضاء التدريس، ومن المتوقع أن يتم أولاً إعادة هيكلة كليات البنات التابعة لجامعة الدمام ودمجها في كلية واحدة تحت اسم (كلية التربية للبنات)، في حين ستكون من نصيب البنين كليتا الطب والصيدلة وفق الأمر الذي صدر قبل عدة أشهر في إنشاء كليتي طب وصيدلة في المحافظة، بالإضافة إلى كليات الهندسة والعلوم وإدارة الأعمال والحاسب الآلي والعلوم الطبية التطبيقية. ووفقاً لمعلومات حصلت عليها «الشرق»، فإنه سيتم عقد عدد من ورش العمل خلال الأيام المقبلة للتنسيق بين جامعتي الدمام وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن تمهيداً لتحويلهما لجامعة مستقلة تحمل اسم (جامعة حفر الباطن). يذكر أن عدد الخريجين من المدارس الثانوية في المحافظة يبلغ أكثر من ثمانية آلاف طالب وطالبة.