عادت المكتبة التراثية في العاصمة الرياض إلى الواجهة بعد أن تداول مغردون سعوديون أنباء تؤكد إغلاقها من قبل وزارة الثقافة والإعلام، وقاموا بعمل «هاشتاق» يتناول خبر الإغلاق ومصادرة الكتب. وتعد المكتبة الواقعة في شارع الملك عبدالله بمدينة الرياض متنفساً كبيراً للقراء، حيث يجد القارئ فيها مئات من الكتب والعناوين المهمة التي لا يمكن أن يحصل عليها من المكتبات الأخرى، حتى أصبحت مكاناً مميزاً ومهوى لأفئدة القراء الذين يجدون فيها جل ما يبحثون عنه. وكان مالك المكتبة التراثية سليمان الوايل، قد أصدر بياناً خلال فترة سابقة بخصوص ما تم تداوله عبر «تويتر» ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى حول إغلاق المكتبة التراثية، حيث قال «لم يتم إغلاق المكتبة بل كانت جولة تفتيشية من قبل الجهة المختصة، أي وزارة الثقافة والإعلام، تم بموجب هذه الجولة أخذ عينات من بعض الكتب للاطلاع عليها، مع طلب مراجعتي الوزارة، ومع شكري للمشاعر الطيبة من قبل كثيرين، التي أعلم أنها صادرة عن حسن نية، إلا أني أرجو من الجميع التوقف تماماً عن تناول هذا الموضوع منعاً للإساءة للمكتبة ومستقبلها»، إلا أن الفترة لم تطل بعد البيان، حتى عادت الوزارة لإغلاق المكتبة فعلاً. وقال الكاتب مشاري الزايدي، إن كثيراً من المثقفين والقراء في الرياض يعدون صاحب المكتبة التراثية سليمان الوايل، أشهر وراقيها، مشيرا إلى أنهم يلقبونه ب«مدبولي السعودية»، وأنه عرف ببساطته ولطفه وبراعته في الدلالة على العناوين المهمة للقارئ السعودي، للدرجة التي أصبح معها «أبو وائل» مغنياً للقارئ السعودي المثقف من سكان العاصمة عن البحث عن ضالته في مكتبات القاهرة وبيروت والبحرين. من جهة ثانية، اعتبر القاص عبدالحفيظ الشمري أن المكتبة التراثية «نبتة معرفية طيبة، ظل يرعاها المثقف الأستاذ سليمان الوايل، وظل يراهن على نجاحها حتى كسب الرهان، وحقق معادلة الجمع بين التراث والمعاصرة في زمن يرجف بعضهم فينا، ليخيفوننا من مارد العنكبوت، وشباكه الإلكترونية الهائلة».