تعيش مدينة بريدة هذه السنوات توسعاً كبيراً، وبدأت تتشعب طرقاتها مع الازدياد السكاني الكبير، وتلاحظ كثافة المخططات السكنية الجديدة، التي يتم بيعها في المدينة، ومع هذا التوسع الهائل تقوم أمانة المنطقة بتسمية هذه الطرقات والشوارع الجديدة بأسماء خاصة بها، ليسهل الاستدلال بها لأهالي بريدة ولزائريها. مع ذلك، يلاحظ الأهالي أن هذه المسميات تجاهلت رموز وأعلام المدينة من المثقفين والعلماء والأدباء والوجهاء المعروفين، الذين خدموا الدين والوطن سنوات عدة، وهم من أهالي بريدة الذين يستحقون أن تكون هناك شوارع وطرقات بأسمائهم أسوة بعديد من مدن المملكة التي تحفظ لهؤلاء المخلصين حقهم في تسمية الشوارع بهم، تكريماً لهم، وتخليداً لإنجازاتهم للوطن، ولبريدة بشكل خاص، خاصة مع امتلاك بريدة عدداً كبيراً من هؤلاء المخلصين، وفي كل المجالات الدينية والأدبية والاجتماعية، وهم مَنْ يستحقون الوفاء لهم وتسمية الشوارع بأسمائهم، خاصة أن عدداً كبيراً من الشوارع لا تحمل أسماءً في الوقت الحالي، وتمت إزالة لوحات الأسماء من قبل الأمانة عن عدد من الطرق في بريدة دون معرفة الأسباب. من جانبه، أشار أحد أعيان بريدة، وأستاذ علم الاجتماع في جامعة القصيم، الدكتور عبدالعزيز المشيقح، إلى أن عدداً من الأهالي طالب بذلك قبل عشرين سنة، مقترحين مسميات من الأهالي، والرموز التي خدمت المدينة، أسوة بباقي المناطق التي تقدم الوفاء لمَنْ خدمها عبر تسمية الشوارع والميادين بمسميات الأهالي، لكن بريدة لم تحظ بهذا النصيب، سواء في الشوارع، أو الميادين، أو المدارس. وأكد المشيقح أن لجنة عقدت اجتماعات لتحديد أسماء الشوارع، وحظي عدد من رموز الأسر المعروفة في بريدة بهذا الامتياز، وكانت في السابق مجاورة للقصور الملكية، ولكن تم نقلها إلى وسط بريدة في حي الص=فراء بالتحديد، عبر عدد من الشوارع داخل هذا الحي التجاري الحيوي في بريدة، التي وافقت عليها أمانة منطقة القصيم برئاسة أمينها السابق، المهندس أحمد السلطان، وكذلك بعض الشوارع الفرعية بمسميات عدد من مشايخ وعلماء منطقة القصيم، ومع الأسف انتقلت هذه التسميات إلى شوارع في منطقة الرياض، وليس في القصيم. واستغرب المشيقح التأخير في تسمية الشوارع تكريماً لأعلام المنطقة، مشيراً إلى أن محافظاتالقصيم قامت بتنفيذ هذا المشروع، ماعدا مدينة بريدة، موضحاً أن الأمل كبير بتنفيذ هذا القرار في أسرع وقت ممكن، خاصة في ظل جهود كبيرة من أمين القصيم الحالي، المهندس صالح الأحمد، ووجود المدير العام الجديد للطرق في المنطقة، المهندس سلمان الضلعان، وبدعم وتوجيهات من أمير المنطقة، الأمير فيصل بن بندر، ونائبه، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، الذين لديهم من الوفاء لرجالات المنطقة شيء كثير. واعتبر المشيقح أنه مع التقنية الحديثة والتطور في خرائط المدن يوجد عدد من الشركات المعروفة، التي تقوم بعمل مثل هذه الخرائط وترقيم الشوارع وتسميتها للقصيم ومدينة بريدة بالتحديد، ويجب أن يكون لهذا الشيء وجود، وأن تكون التسمية للشوارع بأسماء رجال خدموا بريدة سنوات عديدة، ويستحقون منا التكريم ولو بتسمية الشوارع بأسمائهم تخليداً لذكراهم وجهودهم لخدمة الوطن من خلال مدينة بريدة. وأفاد ل «الشرق» المركز الإعلامي في أمانة منطقة القصيم، في تعقيب على ما سبق، أن الأمانة تعمل على تسمية أحياء وشوارع مدينة بريدة على مراحل، وأنهت في وقت سابق المرحلة الأولى التي شملت تسمية 31 طريقاً، و15 ميداناً، و69 حياً، وعدداً من المعالم، والجهات الخدمية، وتم تركيب اللوحات الإرشادية في تلك المواقع. كما أنهت الأمانة تحديد أسماء الطرق في المرحلة الثانية، التي شملت أسماء مجموعة من الرموز التاريخية لمدينة بريدة تم اختيارهم عبر لجنة التسمية والترقيم لمدينة بريدة، وتتكون من ثلاثين طريقاً، وحظيت بموافقة أمير المنطقة، وهي الآن منظورة لدى الجهات المختصة في وزارة الشؤون البلدية والقروية للاعتماد النهائي استعداداً للتنفيذ.