كشفت ندوة الامتياز التجاري عن وجود أكثر من 300 شركة أجنبية تعمل بالامتياز التجاري في مختلف مناطق المملكة يتركز معظمها في قطاعات صناعة المواد الغذائية والمشروبات والحلويات والبيع بالتجزئة وخدمات السيارات والرعاية الصحية بالإضافة إلى التعليم والفنادق والأثاث ومستحضرات التجميل ومجالات أخرى، منوهة بأن من أبرز التحديات، التي تواجه مشاريع الامتياز التجاري العالمية وتؤدي إلى فشلها هو عدم ملاءمتها للخصائص البيئية والتركيبة السكانية والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع. وتطرقت الندوة، التى عقدت أمس الأول في المقر الرئيس لغرفة القصيم بمدينة بريدة، واستضافت الخبيرين في الامتياز التجاري الدكتور خالد بن محمد الشرفاء من مملكة البحرين، وعبدالعزيز حسن حوحو من دولة الكويت إلى أنواع ومتطلبات ومزايا الامتياز التجاري، التي تقوم على منظومة متكاملة من خدمات التدريب والمساعدة والإدارة والتسويق وأسس ومعايير التقييم لجودة الخدمة والمنتج والعقود التجارية بشروطها وحقوقها وأطرافها والالتزامات المترتبة عليها، وبيَّنت أهمية وجود محامٍ متخصص لصياغة بنودها ومحاسب مالي لمراجعة وثائق البيع والشراء، كما تناولت الندوة عرضاً لعديد من الفرص الاستثمارية الكبرى في قطاعي الصناعات الغذائية والعقارات ودعت إلى تبادل الزيارات والمشاركة في الفعاليات الاقتصادية التي تقام على مستوى دول الخليج العربي، مؤكدة أن منطقة القصيم تزخر بعديد من الإمكانات والمقومات اللازمة لإقامة مشاريع رائدة وتسجيل ماركات عالمية وعلامات تجارية مميزة متى ما تم استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة بصورة مثالية وناجحة، خاصة في قطاع النخيل، حيث تشتهر المنطقة بوجود أكبر المزارع فيها وبإنتاج وفير من مختلف أنواع التمور الفاخرة وعالية الجودة. وقال نائب رئيس غرفة القصيم عادل بن علي السويد إن الحضارات السابقة والدول القوية استندت على الفكر الخلاق والطاقات البشرية المتطلعة لتحقيق النجاح ولم تكن في يوم من الأيام قائمة على الجوانب المالية أو المادية فقط، مشيراً إلى أن الامتياز التجاري أساسه مجموعة من الأفكار القابلة للتطوير والتطبيق على أرض الواقع بما يتواكب ويتماشى مع متطلبات العصر المتسارعة في مختلف المجالات. ومن ناحيته، أوضح رئيس اللجنة التجارية في غرفة القصيم الدكتور سليمان بن إبراهيم العييري أن الاستعداد النفسي والمبادرة الذاتية هي الأساس في نجاح فرص الاستثمار التجاري، مبيناً أهمية الاستفادة من الخبرات والتجارب السابقة في هذا المجال مع ضرورة وجود رأس المال القادر على أخذ حق الامتياز للماركات العالمية والحفاظ على مستوى الجودة التي تشتهر بها، لافتاً إلى أن الندوة تأتي ضمن سلسلة من الأنشطة واللقاءات التوعوية الهادفة إلى تطوير المفاهيم الاقتصادية في المنطقة.