بدأ المتمردون الحوثيون في الانسحاب من مواقعهم قرب العاصمة اليمنية صنعاء، طبقاً لاتفاق هدنة أبرم مع مقاتلي قبائل موالية للتجمع اليمني للإصلاح، وهو أبرز حزب إسلامي في البلاد. غير أن مسؤولين قبليين أعربوا عن الأسف لمماطلة المقاتلين الحوثيين في الانسحاب من مواقع احتلوها بقوة السلاح في حين انتشر الجيش لمنعهم من إعادة التمركز في المنطقة. ويحاول مقاتلو أنصار الله، وهو الاسم الذي يتخذه مقاتلو المتمردين الحوثيين الذين معقلهم شمال اليمن، توسيع نطاق نفوذهم في اتجاه العاصمة حتى أن بعض مواقعهم أصبحت لا تبعد سوى 15 كلم عن صنعاء. وأعلن علي الغشمي رئيس لجنة رسمية مكلفة بالإشراف على الانسحاب مساء الإثنين لوكالة الأنباء الرسمية أن اللجنة باشرت مهامها بإخلاء المسلحين بعد التوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع. وتحدث عن «إحلال جنود من الشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاصة في المواقع والنقاط التي كان يتمترس فيها المسلحون» ودعا «الجميع إلى الالتزام بما تم الاتفاق عليه وعدم الانجرار إلى الأعمال المخلة بالأمن والسلم والاجتماعيين وتغليب مصلحة الوطن وتعميق أواصر المحبة والإخاء بين أبناء الوطن الواحد». ميدانياً تبدو العملية التي بدأت بتأخير لعدة أيام أكثر تعقيداً وفق مصادر قبلية وعسكرية.ورفض بعض المقاتلين الانسحاب من مواقعهم رغم إنذار الجيش ما دفع بالقيادة العسكرية إلى نشر تعزيزات. وأفاد مصدر قبلي بأن إحدى الصعوبات تتمثل في انسحاب مقاتلين متحدرين من المنطقة. وقال مسؤول في الإدارة المحلية إنه من السابق لأوانه القول إن كل المقاتلين انسحبوا من مواقعهم، مؤكداً أن العملية معقدة وتتخللها «تدخلات سياسية».