وأنت تخترق كثبان تلك الصحراء الذهبية عبر عروق الدهناء الشاسعة والمترامية الأطراف قاصدا ذلك الشرق الجميل، و(تلفحك) نسائمه اللطيفة والعذبة والهفهافة التي تشبه إلى حد ما ليلة شاعرية مليئة بالصفاء والسكون، مترنما علي ذلك الصوت الشجيّ الذي يتسلل إلى ذائقتك بلطف (الهوى شرقي) بكل هدوء وأريحية، تدرك حتما للمذاق الشرقي رونقه ونكهته الخاصة والخالصة، التي تمتزج بها رائحة البحر والنخل الحساوي، متجها للدمام أو الخبر تلك المدينة التي تشبه الحورية المتمددة على شاطئ البحر الأزرق، نعم هي الدمام الجديدة التي تستمتع وأنت تذرعها ذهابا وجيئة وتمر بشوارعها الذكية، تلك الواجهات البحرية المربوطة ببعضها، ونهضتها العمرانية الرهيبة، تدرك حتما أن خلف هذه النهضة والتطور رجلا ليس في قاموسه مفردة (مشروع متعثر)، وتدرك أيضاً أن أميرها جاء ليعمل وينهض بها وليغير من معالمها إلى معالم وسمعة تليق بقيمتها كمنطقة اقتصادية مهمة ذات صابع عمراني وحداثي. تلك هي العقلية الجديدة التي تؤمن بما تقوم به وماتراه على أرض الواقع الملموس لا ما تسمعه، منذ تولي صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف إمارة المنطقة الشرقية الذي لم يتجاوز العامين، حدث هذا التغير الرهيب والمهم فيها، تتزاحم التساؤلات في ذهنك هل هي فعلا التي جئتها منذ عامين أو أكثر، وهل سنشهد في مقبل الأيام شرقية غير التي عرفناها سابقا؟ وهل سنراها مدينة تضاهي المدن التي نسافر لها ونتحسر علي ناطحاتها ومبانيها وأرصفتها وشوارعها،. أنا متفائل جدا وكما أنني أؤمن أن الغد دائما أجمل أؤمن أيضا أن الشرقية ستكون أجمل بقيادة راعيها وأميرها الثاقب والواعي والمثقف وفي عصر السعد (سعود) الذي لايأتي إلا بما يسعد.