استخدمت الشرطة مدافع المياه والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع اليوم الأربعاء لتفريق متظاهرين من وسط اسطنبول، حيث تجمع عشرات الآلاف للمشاركة في جنازة صبي توفي أمس متأثرا بجروح أصيب بها خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة العام الماضي. واندلعت اشتباكات عندما حاولت الشرطة تفريق المتظاهرين من موقعين على الأقل في اسطنبول مع قيام المحتجين الذين ظلوا في الموقعين بإقامة متاريس وإلقاء الحجارة على عناصر الشرطة. ونظمت تظاهرات في العاصمة أنقرة، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد عدة آلاف من النشطاء. ونظمت مسيرات في جميع أنحاء مدينة اسطنبول، ولكن أكبر المسيرات توقفت عندما استخدمت السلطات مدافع المياه والعربات المدرعة لمحاصرة المتظاهرين. ولوح المتظاهرون بالأعلام وأطلقوا الصافرات وكتب بعضهم اسم الصبي بركن إلفان على الحافلات والمباني. وكان الصبي إلفان /15 عاما/ قد توفي أمس متأثرا بإصابته بجروح خطيرة جراء ارتطام عبوة غاز مسيل للدموع برأسه خلال الاحتجاجات العارمة المناهضة للحكومة التركية قبل تسعة أشهر. وأثارت وفاة بركن إلفان، الذي ظل في غيبوبة منذ إصابته في حزيران/يونيو الماضي في اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة بينما كان في طريقه لشراء الخبز لأسرته، مواجهات في الشوارع بين الناشطين والشرطة في عدة مدن تركية أمس امتدت حتي ساعة متأخرة من الليل وأدت إلى اعتقال عدد من الاشخاص . وتحول الفتى إلى رمز لعنف الشرطة. وقالت إحدى المحتجين وتدعى ديرين دايهان (31 عاما) "نحن نحتج على انعدام المسؤولية لدى الحكومة وحقيقة عدم إجراء أي تحقيق" في وفاة بركين. كما أعرب المتظاهرون عن غضبهم من إطلاق السلطات الغاز المسيل للدموع على إحدى المسيرات السلمية التي نظمت اليوم الأربعاء. وقالت امرأة ذكرت أن اسمها سيدا "لقد أطلقوا الغاز المسيل للدموع على أشخاص كانوا يعربون عن حزنهم على وفاة هذا الصبي وقد تسبب هذا في زيادة غضب الناس". وبينما كان مقتله حافزا للاحتجاجات التي اندلعت أمس واليوم، أوضح متظاهرون أن المشكلة تكمن في قضايا أكبر.