تبدو التوقعات لقطاع السياحة العالمي أكثر إشراقا في عام 2014 مع تعافي الاقتصاد الأوروبي، وتزايد ثقة المستهلكين، وهو ما يشجع السائحين على زيادة الإنفاق مجددا. وأظهرت التصريحات الصادرة من أكبر معرض سياحي في العالم هذا الأسبوع أن النمو ما زال غير موزع بالتساوي في أنحاء العالم، إذ تشهد وجهات مثل مصر والصين وتايلاند فترة صعبة بسبب الاضطرابات السياسية أو المخاوف الأمنية أو الإجراءات التنظيمية الصارمة. ويشكل التوتر الحالي بين روسيا وأوكرانيا أيضا خطرا على النمو في 2014 لكن بوجه عام، قالت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن من المتوقع أن يزيد عدد السائحين الدوليين 4-4.5 % هذا العام، بعد أن وصل إلى قرابة 1.1 مليار سائح في 2013 مسجلا رقما قياسيا. وقال طالب الرفاعي الأمين العام للمنظمة «نعتقد أن هذا النمو سيتعزز مجددا في 2014 و 2015 و 2016 وما بعد ذلك». وأضاف «لن يكون 5 % كل عام، لكن المهم أن النمو يرتفع». وقالت أنجيلا براف رئيسة الوحدة الأوروبية لمجموعة إنتركونتننتال للفنادق إنها بدأت ترى صعودا حقيقيا في الربع الرابع من عام 2013 وإنه ما زال مستمرا. وقالت خلال معرض آي.تي.بي السياحي في برلين «من المتوقع أن يتحسن الناتج المحلي الإجمالي وأن تنخفض البطالة.. وتفاؤل الشركات في أوروبا مرتفع». وقال باولو سلفادور مدير التسويق في مجموعة ورلد هوتلز التي تدير نحو 500 فندق في 65 بلدا إن هذا العام بدأ بشكل جيد جدا لاسيما في أمريكا الشمالية والبرازيل بينما كانت وتيرة النمو أبطأ في آسيا. ويتزايد إنفاق السائحين على عطلاتهم إذ يتجهون إلى الرحلات الممتازة أو يسافرون إلى الخارج عدة مرات. وقالت شركة توي ترافل المدرجة في بورصة لندن الشهر الماضي إن حجوزات هذا العام جيدة جدا من ألمانيا وبريطانيا. وزاد الإقبال على السفر إلى اليونان وسجلت شركات توي وأول تورز ودير توريستيك قفزة في خانة العشرات في الحجوزات الألمانية للموسم الصيفي المقبل. وقالت بعض شركات السياحة إن اليونان وجزر الخالدات الإسبانية تستفيد من حالة عدم اليقين في مصر التي شهدت في الفترة الأخيرة تفجير حافلة تقل سائحين كوريين في شبه جزيرة سيناء وهو ما أثار مخاوف أمنية ودفع بعض الدول ومن بينها ألمانيا لتحذير مواطنيها من السفر إلى تلك المنطقة. وقال وزير السياحة المصري هشام زعزوع لرويترز في معرض آي.تي.بي إن المخاوف الأمنية قد تؤثر على الحجوزات في موسم عطلات عيد القيامة وهو من الفترات المهمة لقطاع السياحة المصري. لكن بالرغم من أن أعداد السائحين في عموم مصر العام الماضي كانت أقل 35 بالمئة عن مستويات 2010 فإن الأزمة لم تؤثر على كل المناطق على ما يبدو.