مجموعة «نداءات الأزقة الأخيرة» تستمد طقوسها من أجواء الحارات والجبال والمنعطفات والأزقة القديمة لمكةالمكرمة التي لم تعد «مكة» سوى في الصور وحنايا القلب والذاكرة. ويضيف حول المجموعة محمود تراوري بأنها «تحتوي على 11 نصاً قصصياً، تتداخل معها تسعة نصوص قصيرة جداً، أي عشرين نصاً، تمثل مستويين كتابيين، حاولت من خلالهما تجريب كتابة القصة بموازاة نص مكثف يحيل للنص الأصلي دلالياً وإشارياً». ويقول تراوري إن جميع «النصوص العشرين المتعالقة مع بعضها كُتبت بين عامي (2000/ 2013) بأزميل ينغل في الروح، وأنا أرى المدينة تتقاصى كغبار يتطاير حرونا، يدفعنا للتحليق بعيداً، فوق تفاصيل تظل ترعش في أعماق سحيقة من الروح والذاكرة، لأزقة أخيرة، ترحل، ولن تعود، ونداءات ربما أخيرة أيضاً يطلقها كل الموجوعين/ المقهورين بصمت آسر، نداءات سيسمعها الزمان، ويغنيها أناشيد للآتين». ويضيف تراوري «حاولت خلال هذه المجموعة النهل من الحكي الشعبي، وتضفيرها برؤية عصرية تقول جوهر المكان، ذلك أنني شديد الإيمان بأن الفن والإبداع هو ما يتبقى حتى وإن تم تجريفه مادياً».