في الوقت الذي ينتظر سكان حي «منار» الدمام وصول الخدمات والمرافق إليهم، راحت التعديات تستحوذ على أراض حكومية لتحويلها إلى ما يشبه أملاكاً خاصة.. وهكذا تحولت الأرض المخصصة لمدرسة ثانوية وكذلك الأرض المخصصة للمركز الصحي إلى استراحات خاصة.. ليتبعثر حلم الأهالي في حصولهم على حصتهم من المرافق الحكومية المهمة.. وقال رافع عبدالله العمري: في أجمل مواقع الحي ثلاث قطع من الأراضي، الأولى مخصصة لإنشاء مدرسة ثانوية بنين، والثانية لإنشاء مدرسة متوسطة بنين، والقطعة الثالثة لإنشاء روضة أطفال. وأضاف: عندما شاهد سكان الحي أعمال البناء عليها استبشروا خيراً متوقعين أن إدارة التربية والتعليم لبَّت مطالبهم وبدأت بأعمال الإنشاء، ولكن سرعان ما تبدل الحال بهم عندما علموا أن القطعة الأولى المخصصة لمدرسة ثانوية بنين قد تحولت إلى أملاك خاصة معلنةً للأهالي أن أحلامهم في وجود مدرسة ثانوية لأبنائهم قد تلاشت، متسائلين: هل الأراضي والقطع الأخرى سيكون حالها حال قطعة المدرسة الثانوية للبنين؟ وما هو السر الذي يكمن وراء تحويلها؟ خاصة في ظل شح المدارس في الحي. أما محمد إبراهيم المذن، وعيسى شفاقة الحربي، فأفادا بوجود أرض حكومية معتمدة في مخطط الحي كانت مخصصة لإنشاء مركز صحي، وقطعة أرض أخرى مخصصة لمدرسة ابتدائية بنات، لكن عدوى تحويلهما إلى ممتلكات خاصة طالتهما أيضاً كما طالت الأراضي السابقة، مناشدين جهات الاختصاص بالتدخل وعدم الاستغناء عن مثل تلك المرافق وسط الحاجة الماسة لها من قبل أهالي الحي. وأوضح سعيد يحيى القحطاني، وعلي جابر الشهري من سكان مخطط 657 من حي الغنام 2، عن شح خدمات الحي كالمدارس؛ حيث لا يوجد في المخطط مدارس بنين أو بنات بجميع مراحلها، وكذلك مركز صحي، وحديقة كمتنفس للأهالي. موضحَيْن حاجة الشوارع للرصف والإنارة، وكذلك وجود مطبات صناعية غير مطابقة للمواصفات تم إنشاؤها من قبل أصحاب المستودعات. وكذلك تراكم الأنقاض والمخلفات بالقرب من المنازل. وأضاف عبدالله محمد الغامدي: نعاني في الحي أيضاً عدم توفير مياه صحية محلاة ولا يوجد مياه صالحة للاستهلاك. من جهته، أوضح ل «الشرق» مدير عام التخطيط العمراني في المنطقة الشرقية المهندس مازن بخرجي، أنه عند طلب تخطيط أي أرض خاصة تقع ضمن النطاق العمراني وضمن الاستخدام السكني؛ على المالك أن يقوم بتخطيط الأرض وفق المعايير التخطيطية ووفق مساحة الأرض، وذلك بأن يوفر كافة الخدمات «مساجد، مدارس، مستوصف وغيرها» والمرافق المطلوبة حسب الكثافة السكانية ونطاق التخديم لكل نشاط. أما بالنسبة للمرافق كالشوارع والحدائق والمواقف، فقال: تخرج من ملكية المالك بعد اعتماد المخطط نهائياً، وتظل الخدمات الأخرى ضمن ملكية المالك ويجوز تداولها وبيعها ولا يجوز استخدامها إلا لما خصصت له، وبالتنسيق وموافقة الجهة التابعة لها الخدمة، كما يمكن في حال الجهة الحكومية الخدمية التي ترغب في استغلالها لصالحها أن تشتريها من المالك. كما أكد عضو المجلس البلدي في حاضرة الدمام فالح بن راجس الدوسري عن دور المجلس حول هذه الأمور، بأن المجلس سيقوم بمتابعة الموضوع، مبيناً في الوقت نفسه أن المجلس لا يسمح بمثل هذه التجاوزات على ممتلكات المرافق العامة، مضيفاً أن مصلحة المواطن مقدمة على المصلحة الخاصة. وأوضح ل «الشرق» المتحدث الرسمي لصحة الشرقية أسعد سعود أنه جار التنسيق مع جهة الاختصاص في المديرية والجهات الحكومية ذات العلاقة بالمنطقة في إنهاء الإجراءات النظامية لتخصيص الموقع المناسب واستكمال شراء أرض وفقاً لنظام نزع ملكيات العقارات للمنفعة العامة، وذلك لإنشاء مركز صحي غرب الدمام «حي المنار» لحاجة أهالي الحي لخدماته الصحية الأولية. من جهة أخرى، حاولت «الشرق» التواصل مع المتحدث الرسمي لإدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية خالد الحماد، وتم الاتصال عليه ومخاطبته بالرسائل، ولم يصلنا رد حتى مثول الخبر للنشر. اعتماد المخطط: قرابة 30 سنة أقرب حي: ضاحية الملك فهد عدد السكان: حوالي 10 آلاف السفلتة: شبه منعدمة الإنارة: ضعيفة