طالبت دراسة أجراها متخصصون في الإعلام الرقمي الجديد بإنشاء مركز وطني متخصص في وسائل الإعلام الجديدة، يقوم بالرصد والتحليل والدراسة، وأشار رئيس فريق الدراسة الإعلامي والمذيع عبدالله الزهيان إلى أن الحاجة ماسة جداً لتطوير (استراتيجية وطنية للإعلام الرقمي الجديد ووسائل التواصل الاجتماعية (ومتابعة هذه الوسائل الإعلامية الجديدة وتحليلها بشكل متواصل والحاجة إلى الاستثمار في بناء صناعة إعلام اجتماعي وطني، وبناء الأدوات التي تمكن من تحقيق الهدف وتوجيه استثمار هذه الوسائل الجديدة بشكل إيجابي. وقالت نتائج الدراسة التي قامت عليها مجموعة من خريجي درجة الماجستير من جامعة الملك سعود، وأشرف على الدراسة الدكتور تركي العيار أستاذ الإعلام بالجامعة، إن الإعلام الجديد يفتقر إلى الوضوح، بالنسبة إلى مجاله ومداه، وأن الشباب كانوا يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي للدردشة وتفريغ الشحن العاطفية، ثم أصبحوا يستخدمونه في تبادل وجهات النظر الثقافية والأدبية والسياسية، وهو الأمر الذي جعله مؤثراً في توجيه الرأي العام. وأشار الإعلامي خليل الصاعدي المذيع بإذاعة الرياض أن مواقع التواصل لا تمثل العامل الأساس للتغيير في جمهور المتلقين السعوديين، لكنها أصبحت عاملاً مهماً في تهيئة متطلبات التغيير عن طريق تكوين الوعي، وأنه بفضل شبكات التواصل انتهت «فوبيا المواجهة» وأصبحت تتشكل فضاءات تواصلية عدة هي بمنزلة أمكنة افتراضية، مفتوحة للتمرّد على كثير من العادات والتقاليد والأنظمة. ولفت الاعلامي عبدالرحمن البشري المذيع بإذاعة UFM إلى أن المستخدمين السعوديين لمواقع التواصل الاجتماعي يسعون إلى المكاسب المعنوية أكثر من سعيهم للمكاسب المادية، مشيراً إلى أن هذا الفضاء يمكن أن تزدهر فيه مبادرات المجتمع المدني، كما أن تشكل الأجندة الإعلامية لمواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، جاء عن طريق الأحداث البارزة التي تفرض نفسها، وأن التغيير الحقيقي في ثقافة المتلقين لم يولد في الإنترنت، بل في الشارع، وجاء الإعلام الجديد مكملاً له. وأوصى عضو فريق الدراسة صالح الميموني بالتوسع في إقامة البرامج التلفزيونية التي تتحدث عن قوة التأثير على جمهور المتلقين وكيفية معالجة التأثير السلبي وتعزيز التأثير الإيجابي، وتنظيم مزيد من البرامج التدريبية التربوية والدعوية لجماهير المستخدمين، وإجراء عديد من الدراسات والبحوث العلمية عن أثر شبكات التواصل الاجتماعية على جماهير الملتقين في الوسط السعودي. كما شدد الإعلامي سلطان الراجحي المذيع بالقناة الإخبارية السعودية على إقامة لقاءات علمية لدراسة سبل الحد من المشكلات الاجتماعية الناتجة عن شبكات التواصل الاجتماعي، وتثقيف أفراد الأسرة على كيفية التعامل مع بعضهم بعضاً في ظل وجود شبكات التواصل الاجتماعية حتى لا تتأثر العلاقات الأسرية. وطالب ماجد العتيبي عضو فريق الدراسة بتبني سياسات واضحة فيما يخص الإعلام الاجتماعي على المستوى الوطني تشمل كيفية استخدامه من قبل القياديين وصناع القرار والشخصيات العامة بشكل إيجابي وفعال، كما طالب بتدريب صناع القرار ومصادر المعلومات على استخدام الإعلام الاجتماعي، وتزويدهم بالمساندة البشرية والفنية. ودعت الدراسة إلى بناء محتوى إلكتروني خاص بالمملكة لضمان إيصال المعلومة الصحيحة، بالإضافة إلى تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الإعلام الاجتماعي وصناعة كوادر جديدة وتأهيلها للتعاطي مع الإعلام الجديد بكل حرفية. واختتم رئيس فريق الدراسة عبدالله الزهيان بأن هذه الدراسة التي شملت عينة من أفراد المجتمع السعودي بكافة شرائحه، وبيَّنت مدى تأثير وسائل الإعلام الجديدة على أغلب مناحي الحياة، الأمر الذي بات يشكِّل فيه وجود استراتيجية وطنية للإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعية أمراً حتمياً وضرورياً في ظل ما تشهده هذه الوسائل من تجاوزات خطيرة جداً فيما ينشر فيها ويمكن أن تمس الأمن القومي كما أنها باتت مرتعاً لتمرير الشائعات.