يعاني أصحاب محلات تشليح السيارات في مدينة الجبيل من غياب الخدمات الضرورية في الموقع لأكثر من 15 عاما، في مقدمتها الماء والكهرباء، ويصف عدد من أصحاب التشاليح التي يبلغ عددها نحو ثلاثين محلا، وتقع على طريق الدمام بنحو عشرة كيلومترات عن مدينة الجبيل، أنهم “منسيون ومهمشون” وأن منطقتهم مهملة وتفتقر لأبسط مقومات الحياة. ويصدم القاصد لمنطقة التشاليح في الجبيل باضطراره سلوك طريق وعرة تآكلت طبقتها الإسفلتية، وامتلأت بالحفر والمطبات، بينما لا يتوفر غير مدخل واحد للمنطقة، فيما تتناثر المحلات يمنة ويسرة بشكل عشوائي، يعكف فيها أصحابها والعاملون فيها بانتظار رزقهم، بينما يتخوفون اعتداء السارقين والعابثين الذين لا يجدون ما يكبح أطماعهم. يقول المواطن مبارك الحربي، صاحب أحد التشاليح “رفعنا شكاوانا للمسؤولين ولم نرأي نتيجة، بحت أصواتنا ونحن نقبع في هذا المكان الموحش، الكلاب تحيط بنا من كل جانب، إضافة إلى السرقات التي تتوالى على محلاتنا بشكل مستمر، إضافة إلى أن التشاليح لا يوجد لها أي مخرج، فالزبون عند قدومه إلينا لا يجد مخرجا للعودة إلى الجبيل سوى طريقين أما أن يسلك طريقا وعرة وقد تعلق سيارته في الرمل، أو سلوكه طريق الدمام على بعد ثلاثين كيلومترا لأقرب مخرج للعودة إلى الجبيل” وأضاف “تعدى الأمر وزادت بلدية الجبيل أسعار إيجار المواقع علينا، ولدي مساحة قدرها 4125 مترا مربعا، أدفع عليها نحو 6188 ريالا في العام الواحد، بعد أن كنت أدفع خلال السنين الماضية مبلغا أقل من هذا بكثير”. وأعرب المواطن (أبو عمار الشمري) عن استيائه من قرار منع فك وتركيب بعض قطع الغيار، مؤكدا تضرره من هذا الوضع، وخسارته التي وصفها بالكبيرة بسبب هذا المنع، وقال “نحن بمقدورنا أن نقوم بالفك والتركيب ومخالفات تسجل ضدنا بسبب هذا الأمر إضافة إلى مضايقتنا باستقدام عامل واحد فغير المنطق أن يبقى المحل بعامل واحد فقط”. وأفاد العامل علاء الدين أنه يضطر إلى النوم مع غروب الشمس؛ لأن المنطقة لا يوجد بها كهرباء، لافتا إلى معاناته وزملائه من السرقات، حيث إن “الأماكن مكشوفة، والوضع غير آمن جدا” بحسب قوله. من جهته، ذكر شيخ التشاليح السابق علي الجمعان أنه اضطر لبيع التشليح الخاص به بسبب ما وصفه “المضايقات” التي يلاقونها، حيث انعدام الخدمات وتقليص عدد استقدام العاملين إلى عامل واحد فقط، وقال “الحقيقة أن الوضع لا يسر، هناك أناس يقومون ببيع تشاليحهم لأنهم لم يجدوا الدعم الكامل للبقاء والعمل فيها”. بدورها، نقلت “الشرق” مطالبات أصحاب التشاليح لبلدية الجبيل، حيث أكد مصدر مسؤول في البلدية أن المنطقة التي تقع عليها التشاليح حاليا لا تملكها بلدية الجبيل، وقال “الأرض التي يقع عليا التشليح الحالي أرض مخصصة لشركة أرامكو السعودية، واستعارتها البلدية من قبل أرامكو، حيث خصصت أخيرا لأصحاب التشاليح، وبالتالي فإننا لا نستطيع توفير الكهرباء والماء في مكان لا تملكه البلدية، لأن المكان في الأصل مؤقت وقد تطلبه منا أرامكو في أي وقت”. وأضاف “متى ما نجد مكانا ملائما لهذه التشاليح فإننا نتعهد بتوصيل كافة الخدمات اللازمة لها، كما فعلنا سابقا وخصصنا مكانا للصناعات الخفيفة وقمنا بتزويدهم بكافة الخدمات”. جانب من تشاليح الجبيل (تصوير: خالد الشريف) غياب للتنظيم وافتقار للخدمات