تقدَّم الجيش السوري الحر والثوار في جبهة القلمون، في ريف دمشق، أمس الثلاثاء بعد اشتباكات عنيفة مع قوات بشار الأسد وحزب الله على هذه الجبهة. وقال مركز القلمون الإعلامي إن الثوار دمروا دبابة T-72 تابعة للنظام وقتلوا وجرحوا عدداً من هذه القوات، وأكد المركز أن قوات الأسد وحزب الله هُزِمَت في مناطق مزارع ريما قرب يبرود بشكلٍ كامل. وأفاد المركز عن اغتنام الثوار عدداً من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، كما أشار إلى وجود أسلحة من صنع أمريكي كانت بحوزة قتلى ميليشيا حزب الله. في سياقٍ متصل، أمهل زعيم جبهة النصرة في سوريا، أبو محمد الجولاني، الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» خمسة أيام للاحتكام إلى «الشرع»، متوعداً في حال رفضها بقتالها في سورياوالعراق. ويأتي هذا التسجيل للجولاني، الذي بثته جبهة النصرة على حسابها على موقع «تويتر» فجر أمس الثلاثاء، بعد يومين من مقتل جهادي بارز في تفجير اتُّهِمَت «داعش» بالوقوف خلفه، وذلك مع استمرار المعارك التي بدأت منذ نحو شهرين بين تنظيم الدولة وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية. وقال الجولاني: «ها نحن كجبهة النصرة، نضع قيادة الدولة من جديد أمام أتباعها أولاً وأمام الأمة ثانياً، على محك الشرع الحنيف لنحكِّم شرع الله على أنفسنا قبل أن نُحكِّمَهُ على الناس». وأضاف: «ننتظركم أن تردوا بشكل رسمي وخلال خمسة أيام من تاريخ إعلان هذا التسجيل، وإن أبيتم، فقد علمتم أننا صبرنا عليكم سنة كاملة من التعديات والتهم الباطلة وتشويه الصور». وأوضح أنه «ريثما يتم ترتيب إجراءات المحكمة تتوقف كل العمليات العسكرية بيننا على حالها وعليكم أن تتقدموا بكل ما تملكونه من شُبَه وبراهين إلى العلماء المعتبرين»، وأكد أن «ما يقوله العلماء فهو يسري على الجميع، ونحن ملتزمون بفتواهم». وحذَّر من أنه في حال «رفضتم حكم الله مجدداً ولم تكفُّوا بلاءكم عن الأمة، لَتَحملنَّ الأمة على الفكر الجاهل المتعدي، ولتنفينَّه حتى من العراق، وأنتم تعلمون مئات الإخوة الأفاضل الذين ينتظرون من الأمة إشارة في العراق». ونبه عناصر «الدولة» قائلاً «تعلمون أيضاً المر العلقم الذي ذقتموه على أيدي رجال الشرقية» في إشارة إلى محافظة دير الزور في شرق سوريا، التي طُرِدَت منها الدولة في العاشر من فبراير الماضي إثر معارك مع كتائب مقاتلة بينها النصرة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعلى الحدود السورية اللبنانية، قصف الطيران الإسرائيلي ليل الإثنين «هدفاً» لحزب الله. وقال مصدر أمني لبناني إن «الطيران الإسرائيلي نفذ بعيد الساعة العاشرة والربع من مساء الإثنين بتوقيت لبنان غارتين على هدف لحزب الله في منطقة من سلسلة الجبال الشرقية» الحدودية. والثلاثاء، أفاد مصدر عسكري لبناني عن أن القصف وقع «على الأرجح داخل الأراضي اللبنانية»، مشيراً إلى أن «الحدود في تلك المنطقة غير واضحة»، ما يصعب مهمة تحديد ما إذا كان القصف في الجانب اللبناني أو السوري. والمنطقة الحدودية التي استهدفها القصف عبارة عن سلسلة جبلية جرداء ووعرة، تضم عديداً من المناطق المتداخلة والمعابر غير الشرعية، ولا يوجد ترسيم رسمي للحدود بين لبنانوسوريا. وكان الجيش اللبناني أعلن في بيان صباح أمس أنه «عند الساعة 21.50 (19.50 بتوقيت غرينتش) من يوم الإثنين، خرقت أربع طائرات حربية تابعة للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية من فوق البحر غرب شكا (شمال) باتجاه الشرق وصولاً حتى منطقتي بعلبك والهرمل» في شرق البلاد، قبل أن تغادر عند الساعة 22.25 من فوق البحر مقابل بلدة الناقورة (جنوب)». وروى سكان في منطقة البقاع «شرق» أمس الأول أنهم سمعوا صوت تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي على علو منخفض، قبل أن يسمعوا صوت انفجارين قويين، مشيرين إلى أن القصف طاول اللأراضي اللبنانية. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف استهدف «قاعدة صواريخ لقوات حزب الله اللبناني التي تشارك في عمليات القلمون (السورية الحدودية مع لبنان)، قرب قريتي جنتا (لبنان) ويحفوفا (سوريا)»، دون أن يحدد ما إذا كانت المنطقة داخل لبنان أو سوريا. وفي حال تبيَّن أن الغارة وقعت داخل لبنان، ستكون المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل هدفاً لحزب الله في الداخل اللبناني منذ نهاية حرب العام 2006.