تشهد منطقة الحدود الشمالية هذه الأيام ظهور نبات «الكمأ» أو ما يعرف ب«الفقع» بشكل لم تشهده أغلب محافظاتها منذ سنوات ما استقطب كثيراً من المتنزهين من غالبية مناطق المملكة وبعض دول الخليج المجاورة. ما أوجد سوقاً تجارية لهذا «النبات» محصلته بالآلاف، كما أنعش اقتصاد القرى والهجر القريبة من أماكن ظهوره بشكل منقطع النظير نظراً لتوافد كثير من الباحثين عنه. واعتبر منصور سليمان أن الباحثين عن نبات الكمأة هم في الغالب نوعان أحدهما يعتبرها هواية وبعضهم الآخر يعتبر هذا الموسم مصدر رزق، حيث يصل بيعه لما يتجاوز 200 ريال للكيلو جرام الواحد تزيد وتنقص حسب العرض والطلب. مبيناً أنه يبدأ في الظهور بعد نهاية المربعانية في فصل الشتاء مع الأسبوع الأول من «الشبط» نهاية الشتاء. ويضيف يُعرف الفقع من ظهور نبتة صغيرة تسمى «الجريد» أو «الرقروق» وظهور هذه النبتة مقترن بظهور «الكمأ»، ويسبق ظهورها ظهور الكمأ بقرابة شهر. وأضاف «الكمأ ينبت في كل التضاريس لكن الأكثرية منه تظهر في المسطحات المستوية وبطون الأودية ويحتاج منذ فترة ظهوره إلى أن يتم التقاطه قرابة 12 يوماً، وتبدأ رحلة البحث مع ساعات الصباح الأولى حتى غياب الشمس. إلا أنه خلال الفترة التي ما بين 11 صباحاً والثانية ظهراً هناك فترة تُعرف باسم «الكبوة» يصعب فيها مشاهدة الفقع والتقاطه تكون شبه حالة اختفاء للكمأة لعدم وجود ظل للكمأة. وزاد «يستخدم الباحثون عن الكمأة أدوات حادة أو «السكروب» لاستخراجه، ومن أنواعه الزبيدي وهو أبيض اللون وأكبر الأنواع حجماً، ويأتي منه نوعان: الخلاسي وهو أبيض فاقع اللون شديد البياض، والرقروق أبيض يميل إلى لون التراب. والجباة وهي ذات لون أحمر أكثر قساوة من «الزبيدي» وأصغر حجماً والهوبر أصغر أنواع الكمأ. ومن أشهر طرق طبخ «الفقع» مع الأرز وذلك بعد تنظيفه، حيث يوضع مع اللحم ويطبخ قرابة 45 دقيقة وبعد الانتهاء يتم تشريحه لمَنْ رغب. و«طريقة الحمس» وذلك بغليه بالماء بعد تنظيفه لمدة نصف ساعة ثم يعصر من الماء ويتم تشريحه وحمسه بالزيت أو السمن لمدة ثلاث دقائق. و«طريقة الشوي» وذلك بوضعه على الجمر لمدة ربع ساعة ثم ينظف ويؤكل. و«القصدير» وهي وضع «الفقع» بعد تنظيفه داخل قصدير ألمونيوم ثم يوضع على الجمر لمدة عشر دقائق، ثم يوضع عليه الملح والزبد ويؤكل بعد تقطيعه قطعاً صغيرة.