انتقدت فصائل وشخصيات فلسطينية زيارة بان كي مون إلى غزة، وعدّتها زيارة غير مرحب بها؛ لأنها لا تتضمن الاهتمام بقضايا اللاجئين والقضايا السياسية الأخرى، ولا يوجد على جدول أعمالها لقاء بالفصائل الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني، ورأوا أنها صيغت حسب المعايير الأمريكية والإسرائيلية. وقال المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، ل «الشرق»، إن الحكم على زيارة بان كي مون هو من خلال ما سينتج من خطوات عملية لإنهاء معاناة قطاع غزة. موضحاً «نحن لا نريد زيارات شكلية بروتوكولية؛ لأن كي مون لم يقدم شيئاً إلى قطاع غزة، وهناك صمت من الأممالمتحدة على جرائم الاحتلال المتواصلة تجاهه». وأضاف برهوم «المطلوب خطوات عملية تتضمن إنهاء معاناة قطاع غزة، وفك حصاره، وإيجاد كل سبل الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني في ظل جرائم العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وتحديداً تجاه قطاع غزة». واستهجن برهوم تعامل كي مون مع حكومة إسرائيلية متطرفة علناً، في حين يرفض أن يتعامل مع حكومة فلسطينية منتخبة، مطالباً إياه بضرورة دعم الشرعيات الفلسطينية. من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، ل»الشرق»، إن حركته لا تعول كثيراً على زيارة بان كي مون، خاصة أن برنامج الزيارة تمت صياغته حسب الرغبات الأمريكية والإسرائيلية. وأضاف حبيب «الأممالمتحدة ومؤسساتها المختلفة في ظل هيمنة الولاياتالمتحدة، أصبحت عبارة عن أقسام من وزارة الخارجية الأمريكية، التي دائماً تصدر القرارات لصالح إسرائيل، وعندما يتعلق الأمر بالصالح الفلسطيني يصبح الأمر مختلفاً».وأشار حبيب إلى أن عدم تضمين برنامج الزيارة لقاءات مع الفصائل الفلسطينية هو محل نظر من قِبل الجهاد الإسلامي. مبيناً أن برنامجه يرفض اللقاء بفعاليات الشعب الفلسطيني والحركات الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة، معلقاً «هذا بحد ذاته يفقد الزيارة قيمتها، ويجعلها في غير صالح الشعب الفلسطيني، ومحكومة بالسقف الأمريكي والإسرائيلي». ورأت الجبهة الشعبية أن هذه الزيارة لا تعبر عن خطوة جادة نحو الاطلاع الدقيق على معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة. ورأت أن تجاهل القطاعات الأخرى، خاصة لجان اللاجئين وذوي الأسرى ومتضرري الحصار، بشكل مباشر، تأتي في سياق تجاهل الأممالمتحدة لمسؤولياتها تجاه حقوق ومعاناة الشعب الفلسطيني.بدوره، قال رئيس لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي الفلسطيني، جميل المجدلاوي، ل»الشرق»، إنه من المفترض أن يعطي بان كي مون الاهتمام الأول في زيارته لموضوع اللاجئين، مشيراً إلى أن هذا يتطلب اللقاء مع اللجان الشعبية في المخيمات، والأطر المسؤولة عن قضايا اللاجئين في القطاع، كمهمة أولى بالإضافة للمهام السياسية الأخرى.وبيّن المجدلاوي أن الغالبية العظمى من الذين سيلتقي بهم بان كي مون هم بعيدون عن قضايا اللاجئين وهمومهم.ويقول «لا أعرف إذا كانت هذه رغبته أم تقصير وسلوك خاطئ من الجهة المشرفة والمرتبة لزيارته ولقاءاته بالقطاع؟».