بكى رئيس البرلمان اليمني وهو يناشد الشعب اليمني الصفح عن ديكتاتور صنعاء وسبأ علي عبدالله صالح فالغفران أفضل الحلول ودعوا الرجل يغادر البلد بحصانة وحسابه على رب العالمين. المعارضة في الشارع مازالت تطلب رأسه للعدالة إذ هو برأيهم حكم فأفسد، وقتل فأوغل، وسفك الدم الحرام بخسة واستهتار. الشعب اليمني أثبت ثلاث مرات أنه شعب مميز يملك السلاح فلا يستخدم ويتظاهر سلميا وهو يقتل، وأخيرا يصل إلى حل توافقي فيخرج الرئيس مغفورا له وينتصر الشعب، ويسقط في لعبة الدومينو العربي رقم أربعة في الوقت الذي تشتعل سوريا نارا ودبابات الأسد والمجنزرات تحصد أرواح الناس كل يوم. كنت مع صديقي حذيفة نتناقش حول مصير الطغاة في العالم العربي بعد أن طار مبارك. قال صديقي إنه آخر الراحلين. تذكرت قصة آخر الراحلين عن فناء شعب (الوبيخ) من القفقاس تلك التي كتبها باغرات شينكوبا الروسي وترجمت إلى 13 لغة. قال صديقي إن مبارك سيكون آخر من يروي خبر انهدام العروش. في القصة بقي من شعب الوبيخ رجل واحد ابن المائة عام اسمه زاورقان يحكي قصة فناء شعبه. مبارك وأولاده وأعوانه أصبحوا خلف القضبان وامتلك الأخوان السلطان. أخيرا بعد كفاح ثمانين عام يصل الإخوان في مصر إلى السلطة وهي منحة ومحنة وتحدي السقوط فيه أكثر من النجاح. إنه أشد من السير على حبال السيرك. إنها السياسة ياعزيزي فلا تفرح كثيرا. إن لحظة الانتصار تدير الرأس بكوؤس خمرة أشد من كل غول فيه الكل ينزفون. إننا شهود تحول هائل وكأنه ارتطام الصفيحات القارية. إنه فصل التبدل في ربوع العرب فإلى أين يمضي المستقبل. لقد كان أعقلهم على ما يبدو زين العابدين بالهروب بأطنان الذهب. وأبطؤهم مبارك حين قعد في سينا فألقوا القبض عليه وأولاده معه أجمعون. وأشدهم حماقة هبنقة ليبيا حين لعب به الصبيان قبل قتله. أما أشدهم دمويا فهو من فصيلة السنوريات السورية الذي يرى نفسه خارج قانون السقوط! هل إذا رمينا قدحا من زجاج أو سقط من اليد إلى الأرض الصلدة هل من مصير غير التهشم ينتظره. إن قصة فرعون تتكرر ولكن كل فرعون هو أكبر من اسم هو رمز وقصة وحكاية ومواصفات ولباس فكل من لبس رسمه جاءه أجل فرعون ولا معقب فيكون قصة جديدة تضاف إلى انسكلوبيديا الطغاة.