عبد الله باجبير - الاقتصادية السعودية لم يتنبأ أحد.. من أعتى السياسيين والمحللين إلى قرّاء البخت وفاتحي الكوتشينة أن يشهد عام 2011 سقوط ثلاثة من الطغاة الجبابرة الذين حكموا شعوبهم بالحديد والنار .. والرابع يقف على حافة الهاوية .. "زين العابدين بن على"، و"محمد حسني مبارك"، وملك ملوك إفريقيا "معمر القذافي" والرابع "علي عبد الله صالح" معلق من كعبه في خيط العنكبوت. يقول أول الساقطين "زين العابدين بن علي" وهو يسقط من الغربال: فهمتكم .. فهمت مطالب كل واحد منكم .. وذلك قبل أن يهرب بعد 23 سنة من حكم "تونس" بالحديد والنار ومن التحكم في كل صغيرة وكبيرة في حياة الشعب التونسي، وحسب الوثائق التي عثر عليها بمنزل الرئيس الهارب، كان يتدخل حتى في قضايا الطلاق بالمحاكم لمن هم يخصونه أو زوجته وأهلها .. فقد عثر ضمن أوراقه بتوجيه القضاء بطلاق نساء من أزواجهن، فلم يكتف بنهب ثروات الشعب التونسي، بل تمادى إلى درجة التدخل في مصائر الأسر التونسية بطلاق تلك وتزويج أخرى .. فضيحة! "لم أكن أنتوي الترشيح لفترة رئاسية جديدة" الرئيس المخلوع والقابع بالسجن حاليًا "محمد حسني مبارك" بعد أن حكم "مصر" 30 سنة بقانون الطوارئ سيئ السمعة .. والذي امتهن كرامة الشعب المصري بحجة محاربة الإرهاب، وهناك طرق أخرى كبيرة لمحاربة الإرهاب بدون قانون الطوارئ، ولكن اكتشف "مبارك" وعصابته أنهم بقانون الطوارئ يستطيعون حكم "مصر" بالحديد والنار، وسوف تكشف المحاكمات التي تجرى الآن الكثير من مظاهر الظلم والفساد الذي مارسه حكم "مبارك" وأولاده وعصابتهم! من أنتم؟ كما وصف شعبه بالجرذان كان ذلك "معمر القذافي"، الذي انتهى في الصرف الصحي، حيث كان مختبئًا من الثوار وقد أبان له شباب الثورة مَن هم قبل إعدامه وسحله مع ابنه المجرم القاتل السفاح "المعتصم". فاتكم القطار .. فاتكم القطار، رابع رئيس جمهورية عسكري يسقطه الربيع العربي هو "علي عبد الله صالح"، الذي حكم اليمن 33 سنة عن طريق وضع 20 شخصًا من أفراد أسرته في أهم مفاصل الجيش والحرس الجمهوري وقوات الأمن والمخابرات والمباحث، وقد استطاع بذلك التلاعب بمصائر الشعب اليمني عن طريق الدخول في حروب مستمرة أنهكت وأفقرت اليمن، وها هو "علي عبد الله صالح" يتوسل الحصول على تأشيرة زيارة "لأمريكا" هربًا مما ينتظره، وهكذا صاحب عبارة "فاتكم القطار" لا يجد اليوم قطارًا ولا سيارة لتهريبه من "اليمن" قبل أن يقع في قبضة المحاكم اليمنية. شكرًا عام 2011 وننتظر العام الجديد لعلنا نشهد فيه سقوط باقي الطغاة.. فمزبلة التاريخ مملوءة بجثث الذاهبين .. ومستعدة لاستقبال القادمين.