قبضت شرطة القصيم على جانٍ عمره 40 سنة خلال 24 ساعة من البلاغ الذي تقدم به أهل الطفل المفقود تركي المطيري «7 سنوات». واعترف الجاني بجريمته، مشيراً إلى أنه ألقى جثة الطفل تركي في إحدى الآبار غرب بلدة العاقر للتخلص منه. وذكر مساعد الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة القصيم، النقيب بدر السحيباني، أن فرق المختصين في كل من شرطة ضرية، وشرطة الصمعورية، والظاهرية، توجهت إلى موقع البئر بمساندة من إدارة التحريات والبحث الجنائي، وقوة المهمات والواجبات الخاصة، وعثر على الطفل داخل البئر وقد فارق الحياة، ورفع المختصون الآثار الموجودة، وكشفوا على الطفل لتحديد سبب الوفاة، فيما لا تزال التحقيقات جارية مع المتهم لكشف ملابسات الحادثة ومعرفة الدوافع والأسباب. وأكد السحيباني أن مدير شرطة منطقة القصيم، اللواء بدر الطالب، وجه فور وقوع الحادثة بسرعة جمع المعلومات، واتخاذ الإجراءات، على ضوء الإفادات المتوافرة بهذا الشأن، حتى تم القبض على الجاني في وقت وجيز، مشيراً إلى أن الجاني (ح. ر) دلَّ على مكان البئر المهجورة «غرب جبل حسلا حوالي 4 كم»، وتبين بعد معاينة البئر أن عمقها حوالي 20 متراً، وقطرها حوالي المترين، وليس فيها مياه إلا ما خلفته الأمطار مؤخراً، وقد تم استخراج جثة الطفل تركي عند منتصف ليلة الخميس – الجمعة. وذكر ل «الشرق»، مصري المطيري، ابن عم الطفل المفقود تركي الميزاني، أن القضية متابعة من أمير القصيم، ونائبه، الذي اتصل ظهر الخميس بذوي تركي، مؤكداً أن القضية بكاملها تحظى بمتابعة واهتمام من أمير المنطقة، قائلاً «والله، لن تقر أعيننا إلا بالعثور على ابن الجميع، الطفل تركي». وأضاف مصري إن الحادثة جرت قبيل مغرب الأربعاء أثناء انتقال والدة الطفل مع أحد أبنائها، يرافقهم تركي، بجوار قرية ريمان الشمالي التي تسكنها العائلة، وعندها توقف صاحب سيارة في الثلاثينيات من العمر يسأل عن والد تركي، فرافق تركي صاحب السيارة إلى المكان الذي يوجد فيه والده، وهو مكان قريب من القرية، وبعد المغرب بفترة عاد والد الطفل فسألته الأم عن ابنها فكان الرد أن الطفل لم يصحبه، فقالت له بأن الطفل اصطحبه رجل ليدله على مكان الماشية لمقابلته. وقال مصري إنهم بدأوا مباشرة بالبحث في الأماكن القريبة، ومن ثم أبلغوا الجهات الأمنية التي تحركت على الفور وألقت القبض على الشخص الذي اصطحب الطفل، فأنكر علاقته باختفاء الطفل، قائلاً إنه أنزله في قرية أخرى قريبة، ثم غير أقواله مضيفاً إنه أنزله مع أشخاص آخرين. وختم السحيباني، إن التحقيقات لا تزال جارية مع المتهم، وأن الجهات الأمنية تتابع أشخاصاً آخرين متهمين بالقرب من إحدى المناطق الجبلية. من جانبه، نفى والد تركي، عميش المطيري، وهو مؤذن مسجد قرية ريمان الشمالي، أي علاقة تربطه بقاتل ابنه تركي، وقال وقد خالطت دموعه كلماته حزناً على طفله: «إن الجاني من قبيلة أخرى، ويعمل حارس أمن في كلية البنات في ضرية، وعرف عنه أنه فقير، ويأتي بين فترة وأخرى يطلب المساعدة ونعطيه ما تجود به النفس ويذهب». وأضاف المطيري أنه عند حضور الجاني صادف الطفل ووالدته بالقرب من ماشيتنا، وعند سؤاله عني توجه الطفل أمامه وقت المغرب للدلالة على المكان الذي كان الطفل يتوقع أنني كنت فيه لإيصال الضيف، لكنني انتقلت إلى مكان آخر، إلا أن الشيطان أغواه فاختفى بالطفل وارتكب جريمته الشنيعة، مشيراً إلى أنه لولا تأكيد والدة الطفل أن الجاني اصطحب الطفل لما اتهمناه ولاستبعدنا أن يكون هو الجاني. قدم نائب أمير منطقة القصيم، الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، نيابة عن أمير منطقة القصيم، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، التعازي لوالد الطفل تركي، عميش المطيري، الذي اختطف ابنه مساء الأربعاء الماضي. وتلقى والد الطفل اتصالاً هاتفياً بعد ظهر أمس من الأمير فيصل بن مشعل، واسى فيها والد الطفل وذويه في مصابهم. وشكر عميش المطيري الأمير على اهتمامه منذ فقدان ابنه، منوهاً بما قامت به الجهات الأمنية من سرعة في العثور على الطفل، والقبض على الجاني. وقدم محافظ الرس، محمد العساف، ومدير شرطة منطقة القصيم، اللواء بدر الطالب، التعازي لوالد الطفل في منزله في قرية ريمان الشمالي بعد عصر أمس، يرافقهم عدد من ضباط شرطة المنطقة الذين قدموا التعازي والمواساة في ابنه.