وقفت "سبق" على البئر المهجورة التي رمى فيها الجاني ضحيته "تركي المطيري"، التي تتوسط جبال حسلات، وهي المنتزه البري الذي يقع شمال غرب محافظة ضرية. وعُرف هذا المنتزه البري الذي يرتاده هواة المكشات والمنتزهون بجمال طبيعته، لكن اليوم خيّم عليه الهدوء بعد الجريمة التي شهدها هذا الموقع باستثناء بعض مربي الإبل والأغنام الذين يمرون عبره كل يوم بحثاً عن المرعى. كما قدّمت "سبق" واجب العزاء لأسرة الطفل في منزلهم في مركز ريمان الشمالي التابع لضرية، الذي شوهد فيه الحضور الكثيف من المعزين. والتقت "سبق" والد الطفل الشيخ عميش المطيري، الذي شرح بحرقة تفاصيل تلك الليلة بقوله: "كنت عند أغنامي، وذهبت عند المغرب، وجاء الجاني يسأل عني، فذهب الضحية تركي يهرول أمام مركبته، يريد إبلاغه عن مكاني، قبل أن يختفي من المكان". وأضاف: "عندما رجعت إلى المنزل كان به والدة الطفل وجِدته، وسألتهما عن الطفل فقالتا لا نعلم عنه شيئاً، وحينها منا من بكى ومنا من تمالك نفسه على أمل العثور عليه". وزاد: "انطلقت لأغنامي؛ لعلني أجده، فإذا بالجاني متوقف عند منزلي، فبادرته أين أخذت الطفل فبكى وأنكر، وقال أنا مسلم أصلي وأقرأ القرآن، ولا أعلم عن الطفل، فقبضنا عليه، وسلمناه للشرطة". وتابع: "عندها بدأت التحقيقات، وأنكر في بادئ الأمر حتى اعترف مساء البارحة بالفاجعة، فاصطحبته الأجهزة الأمنية، وقادهم لموقع البئر، فكانت المصيبة عندما سُحبت الجثة، وفيها ثلاث ضربات، إحداها في الظَّهر". وعن استلامهم الجثة قال: "لم نستلمها، وهي الآن في ثلاجة الموتى في مستشفى ضرية، وننتظر نهاية التحقيقات". وأبدى والد الضحية صدمته مما حدث مضيفاً: "والله لا نعرف الجاني، وليس بيننا وبينه أي عداوة، وليس من بلدتنا، وما ذنب الطفل الوحيد لوالدته بين 6 بنات؟!". وشكر المواطن صحيفة "سبق" على وقوفها معهم، وقدم الشكر لفيصلَي القصيم ومدير الشرطة اللواء بدر الطالب ومحافظ الرس ومدير شرطة ضرية وكل من وقف معهم في مصابهم، مناشداً سرعة البت في القضية، وتوفير الأمن في المنطقة، ومبيناً أنه تعرض سابقاً هو وزوجته لملاحقة من مجهول؛ إذ تفتقر بلدتهم للدوريات الأمنية.