أعلنت شرطة القصيم أمس أنها عثرت على الطفل "تركي" مقتولا داخل بئر في منطقة صحراوية غرب بلدة العاقر، بعد أن اختفى في ظروف غامضة يوم الأربعاء الماضي. وصرح مساعد الناطق الإعلامي بشرطة منطقة القصيم النقيب بدر السحيباني ل"الوطن"، أن الجهات الأمنية قبضت على المتهم في قضية اختفاء الطفل الذي لا يتعدى عمره 7 أعوام، بعد أن تقدم ذووه ببلاغ مساء الأربعاء الماضي إلى مخفر شرطة الصمعورية عن فقدانهم له بالقرب من حظيرة أغنام خاصة بوالده غرب بلدة العاقر. وأضاف السحيباني أن مدير شرطة منطقة القصيم اللواء بدر الطالب وجه فور وقوع الحادثة، بالعمل على سرعة جمع المعلومات اللازمة واتخاذ كافة الإجراءات الأمنية بهذا الصدد، وعلى ضوء الإفادات المتوفرة بهذا الشأن والمعلومات الأولية، تم القبض على المتهم وهو مواطن في الأربعينيات من عمره. وأكد أن المتهم أفاد بعد 24 ساعة من التحقيقات، بأخذ الطفل إلى منطقة صحراوية غرب بلدة العاقر، ومن ثم حاول التخلص منه بإسقاطه في إحدى الآبار هناك، ومن ثم دل الجهات الأمنية عليها مساء أول من أمس، وعلى الفور انتقلت فرقة من المختصين في شرطة ضرية ومخفري الصمعورية والظاهرية إلى موقع البئر، بمساندة مباشرة من قبل إدارة التحريات والبحث الجنائي وقوة المهمات والواجبات الخاصة، حيث تم العثور على الطفل داخل البئر ميتا. وباشر خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي موقع الحادثة، بالإضافة إلى إجراء الكشف اللازم على الطفل لتحديد أسباب الوفاة، فيما لا تزال التحقيقات جارية مع المتهم لكشف ملابسات الحادثة ومعرفة دوافع وأسباب جريمته. من جهته، نفى والد الطفل عميش المطيري في حديثه إلى "الوطن"، أي علاقة تربطه بالمتهم في قتل ابنه تركي. وقال المطيري "إن الجاني من قبيلة أخرى ويعمل حارس أمن في كلية البنات بضرية، وعُرف عنه أنه فقير ويأتي بين فترة وأخرى يطلب المساعدة منه ويعطيه ما تجود به النفس ويذهب، وعند حضوره هذه المرة صادف أن التقى بطفلي ووالدته بالقرب من ماشيتي، وسأل عني، فذهب معه الطفل إلى الموقع الذي كنت أتواجد فيه، وكنت قد انتقلت إلى مكان آخر وطفلي لا يعلم بذلك، فما كان منه إلا أن اختطف الطفل وارتكب جريمته الشنيعة". وأكد المطيري "أنه لا توجد أي عداوة أو خلاف مع الجاني، بل كنت أساعده بالمال دائما، نظرا لظروفه المادية الصعبة، ولولا تأكيد زوجتي بأن الجاني اصطحب (تركي) لما اتهمناه، واستبعدنا أن يكون هو الجاني". من جانبه، أشاد أحد أقارب المجني عليه بالحس الأمني الذي اتصف به رجال الأمن في قضية الطفل، وقال مصري الميزاني: "سمعنا أن الجاني انهار من كثرة التحقيقات معه، وكدنا أن نتراجع عن اتهامه بالضلوع في اختفاء طفلنا، إلا أن الجاني اعترف، فأصبنا نحن بالصدمة بعد أن كان الجاني يمارس التمثيل بأنه بريء، ونشكر الجهات الأمنية على إظهار الحقيقة". من جانبه، قدم نائب أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل بن سعود، التعازي والمواساة إلى ذوي الطفل عبر اتصال هاتفي، كما قدم مدير شرطة منطقة القصيم اللواء بدر الطالب التعازي لذوي المجني عليه خلال زيارة قام بها إلى منزل عائلته.