قال معارضون في منطقة الاحتجاج شديدة التحصين بالمتاريس في وسط العاصمة الأوكرانية كييف أمس، إنهم لايتوقعون مساندة ملموسة من الخارج وسيواصلون مظاهراتهم إلى أن يتخلى الرئيس فيكتور يانوكوفيتش عن السلطة. ووصلت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون إلى كييف في وقت متأخر الثلاثاء لإجراء محادثات مع يانوكوفيتش وزعماء المعارضة. وقالت ألمانيا أمس إنه يتعين التهديد بفرض عقوبات ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة على وجه السرعة. وانتقدت أوكرانيا ذلك التصريح بحدة مطالبة بالابتعاد عن التصريحات الاستفزازية. وعبر محتجون في ساحة الاستقلال عن قلقهم بشأن أي تدخل من جانب قوى أجنبية. وقال محتج يدعى اندري «بمجرد تدخل الاتحاد الأوروبي ستتدخل روسيا. ولن يفيد شيء. إنه شأننا وبلدنا. نحتاج إلى إزاحة يانوكوفيتش ثم تنصيب زعيم جديد يحقق ما نريده بمساعدة الشعب». وأضافت محتجة أخرى تدعى فاندا «أنه ليس أول شهر لنا هنا. ومازال لدينا أمل وسننتصر..أنا على يقين من ذلك. لكنني أظن أنه بسبب شعبنا وليس بسبب مساعدات خارجية من الاتحاد الأوروبي أو روسيا أومن أي مكان آخر. علينا أن نفعل ما نريد بأنفسنا..ذلك سيكون أفضل لنا». وأدى تراجع يانوكوفيتش عن التوقيع على اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي من أجل توثيق الروابط الاقتصادية مع روسيا إلى تفجرالاحتجاجات في نوفمبر الماضي. ورغم حصول يانوكوفيتش في المقابل على وعد من موسكو بتقديم حزمة مساعدات بقيمة 15 مليار دولار لإنعاش اقتصاد بلاده، وقد أغضبت هذه الخطوة ملايين الأوكرانيين الذين يحلمون بمستقبل أوروبي لبلادهم. وقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص خلال الأسبوعين الأخيرين في أعمال عنف تتصل بالأزمة السياسية وهو أمر لم يسبق له مثيل في كييف. وأثارت الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن ومجموعات من المحتجين المتشددين قلقا عالميا من انزلاق أوكرانيا إلى حرب أهلية. وتفصل أوكرانيا بين روسيا والاتحاد الأوروبي ويبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة. ولم تشهد كييف أي أعمال عنف منذ عدة أيام، لكن الحكومات الغربية حذرت يانوكوفيتش من خطر اندلاعها مجددا، ما لم يتوصل إلى تسوية مع المعارضة. ومن غير المرجح أن يتقبل المتشددون من المحتجين تسوية مع يانوكوفيتش. وقال محتج يدعى ليونارد «على أوكرانيا أن تستعيد كرامتها. لن نستسلم لمثل هذه الحياة. بالتحرك قدما فقط سنحقق ذلك. لن نتراجع».