التقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في كييف أمس، في إطار مسعى جديد لإنهاء الأزمة الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من شهرين احتجاجاً على عدم توقيع الحكومة اتفاق شراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي، فيما دعت واشنطن لإيجاد تسوية. وقالت مايا كوسيانيتش الناطقة باسم آشتون، إن «الأخيرة ناقشت الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي، وطريقة مساهمة الاتحاد الأوروبي في هذه الجهود»، علماً أنها تناولت العشاء مع القادة الثلاثة للمعارضة الأوكرانية ليل أول من أمس. وفي بيان أصدره البيت الأبيض، كرر جوزف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، دعوته الرئيس الأوكراني إلى «الحوار، وتسوية حول تشكيل حكومة جديدة»، خلفاً لحكومة رئيس الوزراء المستقيل ميكولا ازاروف. ودعا البيان إلى اتخاذ خطوات فورية لسحب شرطة مكافحة الشغب من الشوارع، وإطلاق متظاهرين معتقلين، ومحاسبة المسؤولين عن ضرب صحافيين ومحتجين. وسبق أن اتصل بايدن بيانوكوفيتش نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، وحضه على توقيع بلا تأخير قوانين لتشديد قواعد تنظيم التظاهرات التي أقرّها أخيراً، وأغضبت المعارضة. وتستبعد أوساط سياسية أوكرانية حصول تطور مهم في موقف السلطة حتى لقاء يانوكوفيتش نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي غداً. وكان بوتين لمّح إلى أن مواصلة تقديم المساعدة رهن سياسة الحكومة الأوكرانية الجديدة. وأشار رئيس الوزراء بالوكالة سيرغي اربوزوف إلى «تراجع حدة التوتر في البلاد، بفضل الجهود التي يبذلها الرئيس والبرلمان، والتي أثمرت إلغاء قوانين تشديد القيود على التظاهرات وتحركات الاحتجاج». واعتبر ممثل يانوكوفيتش في البرلمان يوري ميروشينتشنكو أن الحكم والمعارضة قادران على إيجاد أرضية وفاق، أو خريطة طريق لإجراء إصلاح دستوري. وتطالب المعارضة بالعودة إلى دستور 2004 لتقليص صلاحيات الرئيس لمصلحة البرلمان والحكومة، ثم مناقشة دستور جديد بروية. واقترح ممثل الرئيس في البرلمان ميروشينتشنكو تشكيل مجموعة عمل لإعداد نص دستوري جديد، وهو ما تعتبره المعارضة وسيلة غير واقعية لأنها تستغرق وقتاً طويلاً. ميدانياً، استبعد معارضون في منطقة الاحتجاج وسط كييف نيل مساندة ملموسة من الخارج، وأصروا على مواصلة تظاهراتهم حتى تنحي الرئيس يانوكوفيتش. وأبدى محتجون قلقهم من أي تدخل لقوى أجنبية، وقال محتج يدعى أندريه: «بمجرد تدخل الاتحاد الأوروبي ستتدخل روسيا. ولن يفيد ذلك شيئاً لأن ما يحصل شأننا. نحتاج إلى إزاحة يانوكوفيتش، ثم تنصيب زعيم جديد يحقق ما يريده الشعب». وصرح محتج آخر يدعى ليونارد: «يجب أن تستعيد أوكرانيا كرامتها. لن نستسلم لهذه الحياة. بالتحرك قدماً فقط سنحقق ذلك، ولن نتراجع». ولم تشهد كييف أعمال عنف منذ أيام، لكن دول غربية بينها ألمانيا حذرت يانوكوفيتش من خطر اندلاعها مجدداً إذا لم يتوصل إلى تسوية مع المعارضة، وهو ما انتقدته كييف مطالبة بالابتعاد عن التصريحات الاستفزازية.