شيعت مدينة سيهات في محافظة القطيف أمس قاضي محكمة المواريث والأوقاف السابق الشيخ سعيد المدلوح عن عمر ناهز الرابعة والسبعين عاماً، حيث غصت مقبرة سيهات بالأهالي من أنحاء المحافظة، ومن محبي من مختلف المناطق. وكان الشيخ المدلوح قد أدخل مركز البابطين لأمراض القلب يوم الخميس الماضي إثر أزمة قلبية حادة وأجريت له عملية قسطرة لكنها لم تفلح في إنقاذ حياته حيث توفي صباح أمس الإثنين وشيعه عدد كبير من الأهالي وجمع من علماء الدين أبرزهم السيد علي الناصر الذي أدى صلاة الميت على روح الفقيد. وقال ل «الشرق» ابنه الزميل بصحيفة الرياض علي المدلوح «تتقدم عائلة المدلوح لأهالي سيهات بوقفة العرفان التي وقفوها مع العائلة في مصابهم الجلل. مؤكداً أن هذه الوقفة غير مستغربة من أهالي البلدة. وقال: كل ابتسامة كان يقوم بها الفقيد لمن يقابله في مجلسه أو في أي مكان جاء هذا اليوم على شكل دمعة وفاء من الجميع» مؤكداً أن الشيخ موجود في قلوبهم جميعاً. وسرد علي بعضاً من سيرة والده قائلاً: كان مجلسه العلمي خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات عامراً بحلقات تدريس اللغة العربية الذي وهب أغلب حياته لها، وكذلك الفقه. مشيراً إلى أن والده كان يحتضن الجميع في مجلسه وكان لايأنف من استقبال الفقراء والضعفاء ويشملهم بعطفه وعطاءاته. وأضاف قائلاً: تتلمذ على يد الشيخ سعيد المدلوح عدد من محبي اللغة العربية من طلاب العلوم الدينية، وبعضهم الآن وصل إلى مراحل علمية متقدمة وعن بداية مسيرته العلمية قال: كان الفقيد من أوائل من ذهبوا للدراسة في النجف بالعراق منذ وقت مبكر. كما أنه كان من الأوائل الذين سافروا إلى إيران دارساً ومدرساً للغة العربية التي عشقها، وكان ذلك نهاية التسعينيات الهجرية، حيث لم يكن من المتعارف عليه الدراسة العملية وقتها سوى بمدينة النجف. الجدير بالذكر أن الشيخ سعيد المدلوح 74 عاماً، كان قد أجرى عملية قسطرة أخرى قبل عدة سنوات وتكللت بالنجاح، لكن الأزمة عاودته الأسبوع الماضي مرة أخرى ولم تفلح عملية القسطرة التي أجراها مركز البابطين لإنقاذ حياته. وكان الشيخ المدلوح قاضياً لمحكمة الأوقاف والمواريث ابتداء من عام 2008م حتى عام 2010م حيث أحيل للتقاعد وتفرغ حينها للكتابة والبحث ولقاء محبيه وطلبة العلوم الدينية، لكنه في السنتين الأخيرتين أصيب بمرض القلب وصار يتنقل بين المستشفيات والبقاء في بيته إلى أن وافته المنية أمس. وخلف الفقيد 5 أبناء و3 بنات، كما أن لديه عدداً من المؤلفات والمخطوطات أهمها كتاب (توضيح المنطق) و كتاب عن الحج (مطبوع) وكتاب آخر بعنوان (أسئلة وأجوبة عن الحج – مخطوط) وكتاب في اللغة.