أقامت أسرة الفقيدة ملوك الماحوزي التي وافتها المنية يوم الخميس الماضي، مجلس عزاء بمحافظة القطيف أمس الأول، حيث يستمر مجلس العزاء لمدة ثلاثة أيام. وأوضح ل(عكاظ) عبد الواحد موسى المسلم «ابن شقيقة الفقيدة» أن ربط ملوك الماحوزي بالزعيمة الباكستانية بي نظير بوتو إجحاف بحق الفقيدة، فعملية الربط هذه تمثل تقليلا منها كشخص وإنسان، فالمرء الذي يعرف ملوك الماحوزي ينظر إليها من خارج شخصيتها ومن خارج بيئتها مما يدفعه للربط بينها وبين الزعيمة الباكستانية الراحلة، مؤكدا أنها تملك شخصية قوية. وقال: إن الفقيدة تشرفت بلقاء الملك فيصل عدة مرات، فضلا عن مقابلات عديدة مع أمراء آخرين، حيث تحدثت معهم بجرأة وفصاحة كلام، مضيفا: إن الزعيمة الباكستانية الراحلة «بي نظير بوتو» لا تعدو حفيدة من الأحفاد، مشيرا إلى أن خالته كثيرا ما كانت تنتقد «بي نظير بوتو» في العديد من مواقفها السياسية والعائلية، خاصة تجاه أخويها، مشيرا إلى أن الفقيدة كانت تشيد وتميل إلى موقف أم بي نظير «نصرت» زوجة المرحوم علي بوتو، التي هجرت المناصب، حيث اتخذت «نصرت» موقفا معارضا ومختلفا مع ابنتها، الأمر الذي دفعها للانتقال إلى دبي والاستقرار فيها احتجاجا على ذلك. وذكر المسلم أن ملوك الماحوزي رغم اختلافها مع مواقف بي نظير بوتو السياسية، أقامت لها مجلس عزاء خاص بعد اغتيالها، وأظهرت الحزن الشديد على فقدانها، مشيرا إلى أن الفقيدة ولدت في العراق، فقد تزوج والدها الشيخ محمد الماحوزي من والدتها العراقية الأرملة «كوكب» أيام دراسته في الحوزة في النجف العراقية، لافتا إلى أن ملوك الماحوزي قدمت إلى القطيف منذ العاشرة من عمرها، حيث تغلبت اللهجة العراقية على لكنتها، الأمر الذي يعني تأثير العراق على ميولها النفسية والاجتماعية، مؤكدا: الفقيدة ابنة شيوخ ويرجع نسبهم إلى ماحوز في البحرين، كما ان أمها «كوكب» بنت الشيخ محمد علي من العراق، وخالها العلامة السيد ماجد العوامي، وابنة خال العلامة الشيخ منصور البيات، وابنة الشيخ عبد رب علي الماحوزي «يرحمهم الله جميعا»، وهي خالة المرحوم المؤرخ الشاعر محمد سعيد المسلم مؤلف كتابي «ساحل الذهب ا?سود، وواحة على ضفاف الخليج»، وديواني «شفق ا?حلام، وعندما تشرق الشمس». وتزوجت المرحومة من ضيف الله آل سيف ولم تنجب الولد، وقد ذهبت عدة مرات إلى الهند وجلست هناك عاما كاملا وهذا سر تمكنها من اللغة الهندية، مضيفا أن ملوك الماحوزي من أوائل النساء في القطيف ممن حملن مشعل التحديث وأخص بذلك ا?زياء النسائية منذ ا?ربعينات الميلادية، كما تعتبر من أوائل النساء اللاتي ارتدين العباءة والثياب العصرية الحديثة، موضحا أن الفقيدة كانت موهوبة وفنانة في عدة مجالات، منها الخياطة والحياكة والنقوش، فضلا عن كونها تقرض الشعر الشعبي. وكانت معلمة للقرآن، حيث علمت أجيا? عديدة، وتتكلم لغات متعددة بطلاقة غير العربية كالهندية والفارسية، وكانت تعرف ا?بجدية ا?نجليزية، وتتميز بعدة مواهب. بدوره، أوضح الدكتور محمد المسلم «حفيد شقيقة الفقيدة» أن الفترة التي قضاها في كنف الفقيدة وتحت رعايتها ناهزت 9 سنوات، حيث ابتدأت 1969 – 1976م، واصفا تلك الفترة المهمة بالمفصلية في حياته، حيث غرست في نفسه الكثير من المعارف والأخلاق الإسلامية، مضيفا أن الفقيدة تمتلك قلبا كبيرا يتسع للجميع، فهي لا تبخل على الإطلاق بتعليم الآخرين، فقد اكتسبت الكثير من المعارف الدينية والحياتية من والدها الشيخ محمد الماحوزي وكذلك من والدتها، فضلا عن اكتساب المعارف الكثيرة بفعل الأسفار المتعددة سواء إلى العراق أو الهند أو الباكستان.