أكد مسؤول أمني يمني رفيع المستوى ل «الشرق» أن «الحرب على القاعدة في اليمن تحولت إلى حربٍ من قِبَل التنظيم ضد الجيش والأمن وأجهزة المخابرات اليمنية» معتبراً أن «القاعدة باتت تملك زمام المبادرة وتوجِّه ضربات موجعة إلى الحكومة». وقال المسؤول اليمني، في حديثه ل «الشرق»، إن القاعدة تقتل من 7 إلى 10 جنود مقابل كل فرد من أفرادها تقتله الطائرات الأمريكية التي تلاحق عناصر التنظيم وتقتل أحياناً أشخاصاً لا علاقة لهم به. وكشف المسؤول نفسه عن دراسات وتقارير أمنية انتهت إلى نتائج غير مطمئنة عن نشاط القاعدة في اليمن وقدراتها القتالية وانتشار عناصرها مؤخراً في عددٍ من المناطق، ما يجعل الأهداف المرسومة للتنظيم سهلة التنفيذ خصوصاً مع الفوضى الأمنية التي تعيشها البلاد. وأوضح أن تقريراً أمنياً، تناول مدى جاهزية الوحدات الأمنية والعسكرية وأُعدَّ بعد اقتحام القاعدة مقر وزارة الدفاع في صنعاء في مطلع ديسمبر الماضي، كشف أن التنظيم نفذ عدداً من العمليات ضد أهداف عسكرية خلال العام 2013 كانت نسبة النجاح فيها أكثر من 98% وأن نسبة تدخل قوات الأمن والجيش في التوقيت المناسب لإجهاض العمليات لم تصل إلى 10%. وبحسب التقرير، فإن القاعدة استخدمت تكتيكاً واحداً في الاقتحام خلال استهدافها وزارة الدفاع وأحد الألوية العسكرية في محافظة أبين، ما يعكس فشلاً ذريعاً للجهات الاستخباراتية وجهات التخطيط والرصد والمتابعة لنشاط التنظيم. ويقول المسؤول الأمني إن الجهة الوحيدة التي تنفذ هجمات ضد القاعدة في اليمن هي «البنتاجون» ومؤسسات الاستخبارات الأمريكية بينما الجهات اليمنية «معطوبة من الداخل بسبب الصراعات السياسية التي تعصف بمؤسسات الأمن والاستخبارات ووحدات الجيش». ويؤكد المصدر أن التقارير المختصة ترجع فشل وزارة الداخلية في مواجهة الفوضى الأمنية في البلاد إلى سعي القيادة الجديدة للوزارة، والمحسوبة على الإخوان، للتخلص من كل القيادات التابعة للنظام السابق ما خلق صراعاً وتضارباً في الولاءات مهدا الطريق أمام الجماعات المسلحة لتقوم بدورها دون أية معوقات. في السياق نفسه، اعتبر المسؤول الأمني أن «المزاج العام لأبناء مناطق جنوب وشرق اليمن ضد وجود قوات الجيش والأمن والنقاط الأمنية في مناطقهم، ما سيسهل على القاعدة العمل ضد هذه الوحدات كون الحاضنتين الاجتماعية والجغرافية غير فعالتين»، داعياً أجهزة الاستخبارات إلى دراسة خيارات بديلة منها استبدال النقاط الأمنية وقادة الوحدات العسكرية بأبناء تلك المناطق المنتمين للجيش والأمن وتشكيل قوات جديدة تتولى حفظ الأمن وملاحقة القاعدة. ووصف المسؤول الإحصائيات عن ضحايا القاعدة من عناصر الجيش والأمن في اليمن خلال الأعوام الثلاثة الماضية ب «المخيفة»، حيث تجاوزت 1500 فرد إضافةً إلى أكثر من 100 فرد وضابط من الاستخبارات تم اغتيالهم من قِبَل التنظيم. وأفاد أن فرع القاعدة في اليمن يعمل وفق أساليب وخطط تنظيم القاعدة في العراق «داعش» من حيث العمليات التي تستهدف النقاط الأمنية والكمائن ومهاجمة أية جهة لها علاقة بالجيش والأمن. ميدانياً، أُطلِقَت قذيفة هاون ليل الأحد- الإثنين في اتجاه مبنى السفارة الفرنسية في صنعاء من دون أن تصيبه فيما انفجرت سيارة مفخخة على بعد مئات الأمتار منه في حي حدة الدبلوماسي، وفق مصدر في الشرطة اليمنية. وأوضح المصدر أن القذيفة سقطت على حاجز أسمنت وُضِعَ، لدواعٍ أمنية، في شارع يؤدي إلى السفارة الفرنسية، لافتاً إلى أنه بعيد ذلك انفجرت عبوة ناسفة وُضِعَت في سيارة متوقفة في الشارع الرئيسي في حدة. وقال المصدر إن «الهجومين وقعا بعد منتصف الليل ولم يسفرا عن ضحايا». وأضاف إن «القذيفة سقطت على بعد حوالى ثلاثين متراً من السور الخارجي للسفارة الفرنسية» فيما كانت السيارة المفخخة «متوقفة بين القنصلية ومقر إقامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح» في حدة. وقبل دقائق من هذا الحادث، هز وسط العاصمة اليمنية انفجاران ناتجان من عبوتين وُضِعَتا في حافلة صغيرة متوقفة على مسافة غير بعيدة من مجمع وزارة الدفاع ولم تسفرا أيضاً عن ضحايا، وفق ما قال مصدر عسكري في المكان. وكانت السلطات اليمنية أعلنت في وقت سابق أمس الأول، الأحد، أنها أحبطت هجوماً بسيارة مفخخة على مجمع حكومي يضم مكتب محافظ الضالع في جنوب البلاد.