قصفت قوات بشار الأسد مناطق في حلب وريف دمشق، وأظهرت لقطات فيديو من سوريا صوَّرها هواة ما يُعتقَد أنها أضرار ألحقتها هجمات قوات النظام السوري في حلب وداريا (ريف دمشق)، وحُمِّلَت هذه اللقطات على موقع للتواصل الاجتماعي على الإنترنت أمس الأول الجمعة وأمس السبت. ويُظهِر أحد المقاطع طائرة هليكوبتر عسكرية تطير فوق منطقة داريا في دمشق وتُسقِط قنبلة، مما يتسبب في انفجار هائل وتصاعد الدخان في الهواء. ويظهر مقطع آخر شارعاً لحقت به أضرار كبيرة فيما يتصاعد الدخان من إحدى البنايات. وأظهرت اللقطات التي حُمِّلَت أمس الأول الجمعة محطة وقود تشتعل فيها النار في حلب وأشخاصاً يبحثون عن مفقودين تحت الأنقاض بعد أن قصفت قوات بشار الأسد المنطقة، وسقط 9 قتلى في حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، نتيجة إلقاء البراميل المتفجرة. وقال المرصد ومقره لندن إن 1870 شخصاً قُتِلُوا في سوريا أثناء محادثات جنيف- 2 للسلام التي استمرت أسبوعاً في سويسرا. وأضاف المرصد أن بين القتلى 450 مدنياً، وأن 40 شخصاً لقوا حتفهم لعدم القدرة على الحصول على الطعام والدواء في المناطق التي تحاصرها القوات الحكومية. وانتهت أمس الأول، الجمعة، أولى جولات محادثات السلام الصعبة الخاصة بسوريا التي استمرت أسبوعاً دون إحراز تقدم نحو إنهاء الصراع هناك. وأودى الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات بحياة 130 ألف شخص ودفع ثلث السكان إلى النزوح عن ديارهم. في سياقٍ آخر، أعلنت جماعة فلسطينية متحالفة مع الحكومة السورية أمس أن وكالات إغاثة في سوريا أجّلت مئات الأشخاص من ضاحية اليرموك في دمشق، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في بادرة للتنسيق بين الحكومة وقوات المعارضة. ويعتبر وصول وكالات الإغاثة إلى نحو 250 ألف شخص محاصرين بسبب القتال في أنحاء سوريا أحد أهداف محادثات السلام التي جرت الأسبوع الماضي في سويسرا، واختتمت جولتها الأولى الجمعة دون تحقيق نتائج جوهرية. ولم يتمكن الطرفان على الرغم من المحادثات المطولة من الاتفاق على مرور قافلة مساعدات لتصل إلى 2500 شخص محاصرين في الحي القديم ببلدة حمص ثالث كبرى المدن السورية ولا يستطيعون الحصول على الغذاء أو الدواء. وقال المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة التي تعمل في منطقة اليرموك، أنور رجا، إن الجبهة نسقت مع الهلال الأحمر العربي السوري الجمعة والسبت لإخراج المئات من سكان الضاحية. من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم نُقِلُوا إلى عدة مستشفيات حكومية، ولم يتسن الاتصال بالهلال الأحمر لتأكيد تفاصيل العملية. وتفيد الأممالمتحدة بأن ما لا يقل عن 15 شخصاً توفوا بسبب سوء التغذية في اليرموك، وهو في الأصل مخيم للاجئين الفلسطينيين يعيش فيه الآن 18 ألف فلسطيني وبعض السوريين. ويتهم نشطاء من المعارضة الحكومة بأنها تستخدم سلاح التجويع في الحرب، لكن دمشق تتهم مقاتلي المعارضة بإطلاق النار على قوافل المساعدات، وتقول إنها تخشى وصول إمدادات المعونة للجماعات المسلحة.