الموت حق، وسنة الحياة أن لا يبقى على وجه الأرض أحد، ولكن ماذا يفعل الإنسان حينما يفقد إنسانا عزيزا على قلبه؟ في العادة، يهبط الظلام عليه، ويخيم الحزن والكآبة والألم فجأة، يأتي الليل بلا استئذان، ويصبح الكون صغيرا، ويشعر أن لا مكان لنا فيه، وفي نفس الوقت تتوسع الحياة أمامه ليملأها الفراغ، وتتردد فيها أصداء الحزن. هذا هو الوضع حينما نفقد عزيزا علينا فجأة، يصبح كل شيء أمامنا متشابها، لا فرق بين الألوان، الأثاث، المباني، السيارات، وحتى الأقارب والأبناء، الجميع يغطى باللون الأسود.. نجلس في جماعات إلا أننا نشعر أن لا أحد معنا، ونتساءل: «هل سنواصل حياتنا من دونه؟ وهل ما كان حقا كان؟ وهل ذهب الحبيب دون رجعه؟… وهل… وهل… وهل؟! ولكن بعد فترة يضمحل الحزن شيئا فشيئا ويصغر، لكن ذكريات العزيز تبقى عالقة في الذاكرة إلى الأبد، تبدأ ذكرياته تقرع أبواب حياتنا، وترجعنا إلى تلك الفترة التي قضيناها سويا، نحاول تذكره ونتذكر نبرة صوته، ملامحه، ملابسه، عطره، ضحكته، وكل شيء عنه، نحاول أن نجمع ملامح وجهه، فلا نجد إلا بقايا من ذكراه. وعلى الرغم من كل الألم والحزن والحرمان في فقد أعز الناس، إلا أننا نتذكر أن هذه سنة الحياة، ونردد «إنا لله، وإنا إليه راجعون».