اندلاع المرحلة الثانية للثورة «البلشفيّة» عام 1917 والإعلان عن «الاتحاد السوفييتي» عام 1922، أوجدا طموحاً متزايداً لدى السوفييت للوصول إلى المياه الدافئة في «الخليج العربي» حيث ثروات النفط والغاز الهائلة. ويُعرف أن «الأحواز» شهدت أوّل اكتشاف للنفط عام 1902 وأوّل تدفّق للنفط بمدينة «مسجد سليمان» عام 1908، لذا شكّلت «الأحواز» محور الأطماع الأجنبيّة «البريطانيّة» و«السوفيتييّة» في آن واحد. وخشية من التمدّد «السوفييتي»، تآمرت «بريطانيا» مع «الدولة الفارسيّة» لتحتل «دولة الأحواز العربيّة» عام 1925، وبذلك خلقت «بريطانيا» من «إيران» قوّة إقليميّة وسدّاً منيعاً أمام الزحف «السوفييتي» تجاه مصادر النفط في «الخليج العربي». وبعد مرور أقل من قرن، انقلبت الموازين لتصبح «روسيا» المنقذة للدولة الفارسيّة أمام العقوبات الغربيّة، فعرضت «موسكو» شراء نصف مليون برميل نفط من إيران مقابل اقتناء الأخيرة السلع الروسيّة بقيمة مليار و500 ألف دولار شهرياً. وفي الوقت الذي لا تحتاج فيه «روسيا» إلى مزيد من النفط حالياً، فإن العرض الروسي يبدو مثيراً للشكوك، ممّا يعني أن الخطوة الروسيّة تعني لعب الأخيرة دور الوسيط لبيع النفط والغاز من إيران إلى الأسواق العالميّة. ومع اقتراب «موسكو» من التوقيع على اتفاقيّة تصدير الغاز لإسرائيل، فلا نستغرب من أن يلعب السمسار الروسي دور الوسيط لتصدّر «طهران» النفط والغاز «الأحوازي» إلى شقيقتها «تل أبيب»، ليقع نفط «الأحواز» مرّة أخرى ضحيّة لصراع القوى الدوليّة المهيمنة على العلاقات الدوليّة.