أعلن وزير الدولة لشؤون الآثار في مصر، محمد إبراهيم، أن مصر ستطلق حملة دولية لتمويل إعادة بناء وترميم متحف الفن الإسلامي في وسط القاهرة، الذي تعرض مبناه ومحتوياته للتلف والتدمير نتيجة تفجير سيارة ملغومة استهدفت أمس الأول مبنى مديرية أمن القاهرة المواجه للمتحف، وأدى التفجير إلى قتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات. وقال إبراهيم في بيان أمس السبت، إن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) سوف توفد بعثة فنية من خبرائها خلال الأسبوع الجاري لتقدير حجم ما أصاب المتحف من أضرار «تمهيداً لتعبئة كل إمكانات المنظمة الدولية للمساهمة في مشاريع الترميم الخاصة بمبنى المتحف ومقتنياته الأثرية» البالغة نحو مائة ألف قطعة تمثل فنون الحضارة الإسلامية باتساع المسافة من الصين والهند حتى الأندلس. وأضاف أن المدير العام لليونسكو، إيرينا بوكوفا، «قدمت مساهمة مالية فورية من ميزانية قطاع الثقافة في المنظمة قدرها مائة ألف دولار لصالح مشروع ترميم المتحف ومقتنياته… تمهيداً لإطلاق حملة تبرعات دولية لتنفيذ مشروع الترميم»، مقدراً تكلفته المبدئية بنحو مائة مليون جنيه مصري (نحو 14 مليون دولار). وقالت بوكوفا أمس الأول في بيان نشر على موقع المنظمة على الإنترنت «ندين بشدة هذا الهجوم وما نجم عنه من تدمير لمتحف الفن الإسلامي، الذي يتمتع بشهرة عالمية ويضم آلاف القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن… ألتزم بتعبئة جميع خبرات وتجارب اليونسكو من أجل إعادة بناء المتحف وترميم مبانيه ومحتوياته». وقال إبراهيم إن كل المواقع والمتاحف الأثرية في مختلف المحافظات مؤمنة، وأنه أصدر تعليماته «بفتح جميع المزارات الأثرية والعمل بشكل معتاد لاستقبال الوفود السياحية في مواعيد العمل الرسمية». وأعربت المدير العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في بيانها عن بالغ قلقها إزاء الدمار الذي حلّ بمتحف الفن الإسلامي إثر انفجار السيارة الملغومة، مشددة على أن «هذا الاعتداء إنما يعرض تاريخ وهوية الشعب المصري لأضرار لا يمكن تداركها». وأوضحت أن هذا المتحف «يمثل عنصراً أساسياً لشعب مصر ولسائر الناس في جميع أرجاء العالم. وإن هذا التراث إنما هو جزء من التاريخ العالمي للإنسانية الذي يتشارك فيه الجميع؛ ومن ثم يجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا من أجل صونه». واختتمت بيانها قائلة «انطلاقاً من روح التضامن، فإني أوجه اليوم نداءً إلى الدول الأعضاء في اليونسكو لدعم الأنشطة الرامية إلى إعادة بناء المتحف وترميم صالاته ومعروضاته». وكان وزير الدولة لشؤون الآثار في مصر، قد قال في بيان أمس الأول، إن التفجير أسفر عن تدمير أجزاء من المتحف ومحتوياته وحطم محراباً خشبياً نادراً بالكامل. وأوضح أن التفجير أدى إلى تحطم معظم الديكورات الداخلية للمتحف وتساقط الأسقف وتهشم الزجاج الخارجي للمبنى الأثري، أما واجهات عرض المقتنيات «فتهشمت بالكامل.. وتهشم عديد من المقتنيات ومن بينها المحراب الخشبي النادر للسيدة رقية الذي تحطم بالكامل». وأضاف أن المتحف الذي تكلف ترميمه 107 ملايين جنيه مصري (نحو 15 مليون دولار) في السنوات الأخيرة «يحتاج إلى إعادة بناء من جديد»، وأنه فور المعاينة التي يجريها المعمل الجنائي فسوف يتم إخلاؤه من مقتنياته تمهيداً لإعادته إلى حالته الأولى.