رغم الظلال التي ألقتها التجاذبات حول دعوة إيران في اللحظة الأخيرة إلى المؤتمر الدولي حول سوريا، والتي كادت تهدد انعقاد جنيف- 2 اليوم الأربعاء، تواصلت التحضيرات على قدم وساق في مدينة مونترو السويسرية الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان. وقبل ساعات من إعلان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، سحب الدعوة التي كان وجهها إلى إيران لحضور المؤتمر، كان اسم إيران بالإنجليزية مكتوباً بالأسود على لوحة صغيرة بيضاء على طاولة إلى جانب أسماء الحكومة والمعارضة السوريتين و42 دولة أخرى ومنظمة مدعوة. وفي فندق «لو بوتي باليه» (القصر الصغير)، كان تقنيون ينشطون مساء أمس الأول الإثنين في إجراء تجارب صوتية على مكبرات الصوت في القاعة الكبيرة التي ستحصل فيها الاجتماعات، وكانوا يتحققون من إمدادات الكابلات الكهربائية، بينما يتنقل موظفون للأمم المتحدة بينهم ويعطون التوجيهات الأخيرة. وخارج الفندق في «لاغراند رو» (الشارع الكبير)، أقفلت الشرطة السويسرية اعتبارا من السابعة من صباح أمس الثلاثاء، مساحة ممتدة على مسافة كيلومتر تقريبا، لتأمين مقر المؤتمر وأربعة فنادق قريبة سينزل فيها أعضاء الوفود المشاركة. وانتشرت في الشارع خيم زرقاء وبيضاء ينشط فيها عناصر شرطة وموظفون من الأممالمتحدة، بالإضافة إلى حواجز حديدية. وقال المفوض في الشرطة السويسرية، جان كريستوف سوتريل، إن هذه المنطقة «مؤمنة على مستوى عال، ابتداء من أمس الثلاثاء». وبدأ وصول الوفود اعتباراً من ظهر أمس الثلاثاء، ولم يُعلَن عن المواعيد رسميا لأسباب أمنية. وقال سوتريل إنه تم توزيع الوفود على أربعة فنادق، مشيراً إلى أن «بعض الوفود يجب فصلها عن وفود أخرى، وبعضها رفض النزول في فندق مع وفود معينة». ومونترو مدينة صغيرة يقطنها حوالي 15 ألف شخص، وعلى الرغم من أن أنظار العالم تتجه إليها خلال اليومين المقبلين، إلا أن سكانها يتابعون حياتهم الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن. ويقول إريك (28 عاما)، الموظف في فندق بالمدينة، إنها «ليست المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذا الحدث، استضفنا المؤتمر حول الفرنكوفونية، وكان الزحام أكبر بكثير، هذا جيد لمونترو وللبلد». وفي مقاهي المدينة وشوارعها، يمكن رؤية عشرات الصحفيين القادمين لتغطية المؤتمر، وبينهم عديد من دول عربية. وعلى مقربة من مقر المؤتمر، جُهِّزَ مركز إعلامي في قصر المؤتمرات، ووُضِعَت حوالي 500 كرسي مع مكاتب وتجهيزات تقنية وإنترنت. ولن يتمكن الصحفيون من دخول مقر المؤتمر، إلا في الدقائق الأولى لالتقاط الصور التقليدية.