أكد ناشطون في حمص وريف دمشق ل”الشرق” أن حركة نزوح كثيفة تشهدها المناطق المتوترة في المحافظتين بسبب العمليات العسكرية العنيفة التي يشنها النظام السوري، وقال ناشط في حمص أن مجزرة كرم الزيتون التي ذهبت عائلة بأكملها ضحيتها دفعت أسراً كاملة من مناطق بابا عمر وباب سباع وغيرها للنزوح من بيوتهم بعيدا عن جحيم القصف، وقال أنه زار إحدى الأسر التي استقرت في وسط المدينة وأن أوضاعها مأساوية للغاية حيث يسكن عشرون شخصاً في مكتب لا تتجاوز مساحته الستين متراً مربعا. وذكر أحد الناشطين في طرطوس أن حركة النزوح من حمص لم تقتصر على المناطق المنتفضة، وإنما تعدتها إلى المناطق الموالية للنظام التي بدأت تشهد بدورها حركة هجرة نحو المناطق الساحلية بسبب ممارسات السلطة الساعية إلى إضفاء الطابع الطائفي على الثورة السورية، مشيراً أن الكثير من أسر الطائفة العلوية غادرت باتجاه طرطوس، منوهاً إلى ارتفاع أسعار إيجارات المنازل بنسبة تتجاوز 250%، فإيجار المنزل في بعض أحياء طرطوس لم يكن يتجاوز ستة آلاف ليرة، ارتفع بعد حركة الهجرة إلى نحو 15 ألف ليرة وأحياناً وصل إلى عشرين ألفاً، مشدداً على أن ارتفاع قيم الإيجارات بهذه النسبة لا يتعلق بالتضخم وإنما بالطلب الشديد من النازحين على المنازل. وأوضح ناشط ل”الشرق” في الخالدية بحمص أن عمليات الخطف المتبادلة في المدينة تجري بإشراف مباشر من الأجهزة الأمنية بهدف الابتزاز المادي، ومن قبل مجموعات منظمة معروفة بالأسماء، مضيفاً أن مجموعات الاختطاف من الطرفين تتبادلان المخطوفين، وأشخاص معروفين في حمص مثل أبو نايف خضور، وأبو كاسر يعيش في حي الأرمن، وهؤلاء بحكم إشرافهم المباشر على المجموعات الخاطفة يبتزون الأهالي ويطالبونهم بمبالغ كبيرة مقابل إطلاق سراح أبنائهم أو مبادلتهم على مرأى ومسمع السلطات الأمنية وبموافقتها، من جهة أخرى، ذكر ناشط من “حركة معاً” ل”الشرق” أن حركة تسلح واسعة النطاق بين أبناء الطائفة العلوية تجري في الساحل السوري، معتبراً ذلك تطورا خطيراً ومحاولة تحويل الصراع الدائر بين السلطة والشعب المنتفض إلى منحى طائفي. ميدانياً، دخل الفلسطينيون في مخيم اليرموك في دمشق على خط التظاهرات المناوئة للرئيس الأسد بعد أن كانا يشهدان تظاهرات محدودة تضامناً مع الشعب السوري. وفي ريف دمشق أفاد ناشطون أن الجيش السوري استخدم الحوامات لتحديد أهداف الجيش الحر وقصفها في الغوطة الشرقية المحاصرة والتي تدور فيها مواجهات عنيفة منذ أيام. كما سقط أمس في بلدة المعضمية، القريبة من دمشق قتيلان، أحدهما المهندس زياد نخلة أصيب برصاصة في صدره بينما كان يقف أمام محله، والآخر عنصر من “الجيش الحر” أثناء اقتحام قوات الأمن السوري للمدينة صباحاً بحجة تفريق مظاهرة خرجت لتشييع المجند (خالد الحسيني) الذي قتل في دوما برصاص مجهولين استهدفوا حاجزاً أمنياً فيها، كما سمع مساء أمس دوي انفجار كبير هزّ أرجاء المدينة وما يزال التيار الكهربائي مقطوعاً منذ أيام. وذكر شهود عيان آخرين أنّ عناصر أمنية مدججة بالسلاح دخلت منطقة البساتين في المعضمية بحثاً عن عناصر منشقة كانت لجأت إلى المنطقة ووقع تبادل لإطلاق النار بين الطرفين استمر لساعات متأخرة من الليل أمس الأول.