اعتبر الكاتب المسرحي الدكتور عبدالله آل عبدالمحسن أغلب ما يقدم من مسرحيات في المنطقة الشرقية عبارة عن «سلق بيض»، دون اهتمام بالمحتوى أو الإخراج، ملمحاً إلى فشل «المسرح التجريبي» لعدم استجابة الجمهور معه «تحليلاً وفهماً»، معلناً عن نقص شديد «في المؤلفين المسرحيين»، إما «لصعوبته» أو «لتوجُّه كتاب إلى الأفلام والتليفزيون»، مؤملاً في الوقت ذاته إحياء فكرته السابقة حول «إنشاء رابطة للكتاب المسرحيين». واستضاف مركز «أسيتاج السعودية» في ندوة «المؤلف المسرحي»، أمس الأول، في محافظة القطيف، آل عبدالمحسن، فيما كان الضيف الثاني الكاتب المسرحي عباس الحايك، إلا أنه اعتذر عن الحضور، وأدار الندوة عبدالله المغاسلة، بصحبة العازف على الأورج محمد الزاهر. وقال آل عبدالمحسن إن المنطقة الشرقية تشهد على أقل تقدير خمس مسرحيات في العام، إلا أن أغلبها عبارة عن «سلق بيض»، موضحاً: لا يُبذل مجهود في إخراجها وكتابتها على مستوى قوي. وأضاف إن الساحة تشهد قلة في عدد كتَّاب المسرح، ما يجعل الأمر صعباً على المسرحيين، وبخاصة أن أعصب أنواع الكتابة الأدبية تتمثل في المسرح وخصوصاً للطفل، مشيراً إلى توجه كتَّاب إلى الأفلام والتليفزيون. وساق حديث آل عبدالمحسن عن التأليف للمسرح إلى ذكر فكرته التي نادى بها في العام 1389هجرية، حول إنشاء رابطة للكتاب المسرحيين، مبيناً أن عزوفه عنها في ذلك الوقت سببه قلة عدد الكتّاب، مرجِّحاً العودة إلى العمل عليها مرة أخرى. ويظهر من حديث آل عبدالمحسن أن «المسرح التجريبي» في المملكة شهد فشلاً، ويبين أن كثيراً من الشباب لا يدركون العمل التجريبي، وتكون ردود فعلهم حوله «لم نفهم شيئاً»، وقال: نحتاج إلى من يعرف كيف يحلل ما يراه، لذلك نجد تجاوباً مع المسرح الاجتماعي لسهولة فهم فكرته وتحليلها، لوضوح قصته. وكتب آل عبدالمحسن 30 نصاً مسرحياً للأطفال، ونحو 40 نصاً للكبار، وكان أول نص يكتبه في العام 1389 هجرية، ودخل به مسابقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وفي العام 1395ه كتب مسرحية «القريقشون» التي أخذت المركز الأول على مستوى الخليج، وآخر مسرحية له «الصندوق». وذكر أن بداية مسرح الطفل في المملكة كانت قبل 45 عاماً، وسبقت دول الخليج الأخرى، مشيراً إلى أن الجمهور وقتها لم يكن يستسيغ اللغة العربية الفصيحة لكونه جمهوراً زراعياً في الأغلب. ونادى بالتعاون بين كتاب النص المسرحي ومخرجيه، مبيناً أن للتأليف المسرحي عدة شروط، من بينها الإلمام بفنون المضمون، ومعرفة الفكرة الأساسية والصراعات فيها، وإيجاد شخصيات على قدر من القوة، وحدث رئيس وأحداث أخرى فرعية.