أكدت أوغندا أن جنودها يقاتلون إلى جانب جيش جنوب السودان الذي يخوض معارك ضد متمردين في حين نددت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس بمجازر تتم على أساس محض إثني. وفي المستوى الديبلوماسي لا تزال المباحثات الهادفة لإنهاء أكثر من شهر من النزاع بين قوات الرئيس سالفا كير وقوات خصمه رياك مشار، معطلة في العاصمة الإثيوبية. ولم تتوفر أي معلومات جديدة بشأن المعارك التي دخلت شهرها الثاني. وتقوم أوغندا بدور مهم في المفاوضات التي بدأت في أديس أبابا باعتبارها عضوا في السلطة الحكومية لتنمية شرق إفريقيا «إيغاد» التي تتولى دور الوسيط. لكن رئيسها يوري موسيفيني اعترف للمرة الأولى أن قوات تابعة لبلاده تقاتل في جنوب السودان وأعلن مقتل جنود أوغنديين كانوا يقاتلون إلى جانب جيش جنوب السودان. وقال في خطاب نشرته وسيلة إعلام حكومية «خلال يوم 13 يناير فقط، خاض جيش جنوب السودان وجنودنا معارك ضارية مع قوات التمرد على بعد نحو 90 كلم من جوبا، وهزمهم جنودنا هزيمة نكراء». وأضاف «مع الأسف قتل كثير من المتمردين. كما أصيب جنود لنا وسقط بعض القتلى بينهم». وكانت أوغندا نشرت قوات في جنوب السودان بعد خمسة أيام من بداية المعارك في 15 ديسمبر وذلك لإخلاء مواطنين أوغنديين ومساعدة رئيس جنوب السودان سالفا كير لكن كمبالا بقيت غامضة بشأن طبيعة العمليات. وحذرت مجموعة من القيادات الدينية والمثقفين أمس من أن التدخلات الأجنبية «لن تؤدي إلا إلى الإسهام في آلام شعبنا». وقالت منظمة مواطنون من أجل السلم والعدل «ما كان «مجرد» خصومة سياسية في البداية تحول إلى أزمة امتدت إلى مجمل البلاد». وتزيد من حدة النزاع الذي أوقع آلاف القتلى وأجبر 400 ألف مدني على الفرار، اصطباغه بطابع إثني حيث تتواجه فيه قبائل الدينكا التي ينتمي إليها سالفا كير وقبائل النوير التي ينتمي إليها إريك مشار. وفي تقرير حول جنوب السودان كتبت هيومن رايتس ووتش أن «جرائم مذهلة ارتكبت ضد مدنيين فقط بسبب انتمائهم الإثني». وتحدثت المنظمة عن "مجازر معممة" بينها مجازر 16 ديسمبر في جوبا العاصمة حيث قتل ما بين 200 و300 رجل بأيدي قوات الأمن الحكومية التي «أطلقت بشكل منهجي» النار على أفراد من قبائل النوير بعد محاصرتهم في مبنى. كما جمعت المنظمة غير الحكومية معطيات حول «استهداف وقتل مدنيين من إثنية الدينكا بأيدي قوات المعارضة في مناطق أخرى من البلاد». وتحدثت معلومات أخرى عن عمليات قتل استهدفت أفرادا بسبب انتمائهم بينهم أطفال.