أطلت علينا مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية ساخطة وناقمة على ما بدر من شاب تحرّش بفتاة صغيرة كانت تنتظر المصعد لتتجه إلى بيتها. ثم فرح المغردون إبان انتشار خبر إلقاء القبض على المتحرّش، وتوالت الأفراح بانتشار خبر قرب تنفيذ الحكم على الشباب الذين تحرشوا بفتيات في مجمّع تجاري في المنطقة الشرقية. إلا أن بدرا العوفي، وهي طالبة في جامعة أم القرى، تخصصها رياض أطفال (في السنة الأخيرة)، كان لها رأي تفاعل مع كل ما حدث، حيث ذكرت أن ما حصل للفتاة شيء مؤسف ومخز ومخجل أيضاً لأنه دل على ضعف المستوى التثقيفي لأطفالنا في مثل هذه الحالات، كما أكدت أنها ترغب بالتحرك وسط المجتمع مستندة بعد توفيق الله على خبرتها العملية كأم، ومعرفتها الأكاديمية في الجامعة، وتسليط الضوء على المهارات التي ينبغي تدريب أطفالنا عليها لتلافي مثل هذه المواقف. وقالت إن من المهم أن يكون هناك منهج لتوعية الأطفال من التحرّش بهم بأفكار بسيطة ومصورة، تحذر الطفل للتنبه في حال لمس المناطق الممنوع لمسها في جسمه. كما أكدت على معلمات رياض الأطفال والحضانات أهمية تخصيص وقت للالتقاء بأمهات الأطفال لتثقيفهن وتشجيعهن نحو عدم الخجل من التحدث مع أطفالهن ومنحهم الأمان عند تعرضهم للتحرّش. وبينت أن على الأم أن تبدأ منذ الصغر بتعليم ابنها أن يخبرها إذا لمسه أي شخص غريب في أماكن حساسة من جسمه، وبأن عليه أن يعرف بأن هذا التصرف «عيب» ويجب أن يخبرها به حتى تتصرف وتتخذ الإجراء اللازم. وتضيف أيضاً في رسالتها للأمهات قائلة: كرري ذلك مع تقدم ابنك في السن، كرري الكلام في الموضوع وذكريه. اسأليه: ماذا تفعل إذا لمسك أحد الأشخاص بطريقة غير ملائمة؟ وأكدي عليه ذلك. كما يجب أن نشعر الطفل بوجود شخص يردع من تسوّل له نفسه أن يتحرّش به فمثلاً: يقول له الأب في حال لمس أحد ما جسمك أو تلفظ عليك بكلام غير مؤدب أخبرني فسوف أردعه ولن أتركه وسآخذ حقك منه. الهدف لكي يشعر بوجود من يحميه ويلجأ إليه دون خوف.